٤٨٩٣ - عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أكرم؟ قال:((أكرمهم عند الله أتقاهم)).قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال:((فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله)).قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال:((فعن معادن العرب تسألوني؟)) قالوا: نعم. قال ((فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا)) متفق عليه.
ــ
باب المفاخرة والمعصية
((نه)) العصبي هو الذي يغضب لعصبيته ويحامي عنهم. والعصبة الأقارب من جهة الأب؛ لأنه يعصبونه ويعتصب بهم، أي يحيطون به ويشتد بهم. ومنه:((ليس منا من دعى إلى عصبية أو قاتل عصبية)).
الفصل الأول
الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((أي الناس أكرم؟))، يحتمل أن يراد به أكرم عند الله تعالى مطلقا من غير نظر إلى النسب، ولو كان عبدا حبشيا، وأن يراد الحسب مع النسب، وأن يراد به الحسب فحسب، وكان سؤالهم عن هذا لقوله صلى الله عليه وسلم:((فعن معادن العرب)) أي عن أصولهم التي ينسبون إليها، وكان جوابهم نعم، فسلك صلى الله عليه وسلم الأسلوب الحكيم علي ألطف وجه حيث جمع بين الحسب والنسب. وقال:((إذا فقهوا)).قوله:((قالوا: ليس عن هذا نسألك)) تقديره: ليس سؤالنا عن هذا على منوال قوله: فقالوا: ما تشاء؟ فقلت: الهوى.
((حس)):يريد أن من كانت له مأثرة وشرف إذا أسلم وفقه فقد حاز إلى ذلك ما استفاده بحق الدين. ومن لم يسلم فقد هدم شرفه وضيع نسبه .. ((مح)):قالوا: لما سئل صلى الله عليه وسلم: أي الناس أكرم؟ أجاب بأكملهم وأعمهم. وقال: أتقاهم لله)):؛ لأن أصل الكرم كثرة الخير، ومن كان متقيا كان كثير الخير وكثير الفائدة في الدنيا، وصاحب الدرجات العلى في الأخرى. ولما قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: يوسف الذي جمع خيرات الدنيا والآخرة وشرفها؛ حيث جمع مكارم الأخلاق مع شرف النبوة والنسب، وضم مع ذلك شرف علم الرؤيا والرئاسة وتمكنه فيها، وسياسة الرعية بالسيرة الحميدة والصورة الجميلة.