٣٨٩٥ - وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((الجرس مزامير الشيطان)) رواه مسلم.
٣٨٩٦ - وعن أبي بشير الأنصاري: أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا:((لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر – أو قلادة – إلا قطعت)) متفق عليه.
ــ
وضمها. والمراد بالملائكة ملائكة الرحمة لا الحفظة، وسبب الحكمة في عدم مصاحبة الملائكة مع الجرس أنه شبيه بالنواقيس، أو لأنه من المعاليق المنهي عنها لكراهة صوتها، ويؤيده قوله:((مزامير الشيطان)) وهو مذهبنا ومذهب مالك. وهي كراهة تنزيه. وقال جماعة من متقدمي علماء الشام: يكره الجرس الكبير دون الصغير.
((حس)): روى أن جارية دخلت علي عائشة رضي الله عنها وفي رجلها جلاجل، قالت عائشة رضي الله عنها: أخرجوا عني مفرقة الملائكة. وروى أن عمر رضي الله عنه قطع أجراسا في رجل الزبير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن مع كل جرس شيطانا)). قوله:((ولا جرس)) جاز عطفه علي قوله: ((فيها كلب)) وإن كان مثبتا لأنه في سياق النفي.
الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((مزامير الشيطان)) أخبر عن المفرد بالجمع إما إرادة للجنس أو أن صوتها لا ينقطع كلما تحرك المعلق به، لا سيما في السفر، بخلاف المزامير المتعارفة كقول الشاعر: معي جياعا. وصف المفرد بالجمع ليشعر بأن كل جزء من أجزاء المعي بمثابته لشدة الجوع. وأضاف إلي الشيطان لأن صوته لم يزل يشغل الإنسان عن الذكر والفكر. والله أعلم.
الحديث الخامس عن أبي بشير: قوله: ((لا تبقين)) إما صفة لـ ((رسولا)) أي أرسل رسولا آمرا له أن ينادي في الناس بهذا، أو حال من فاعل ((أرسل)) أي أرسل رسولا آمرا له أن ينادي بهذا، والأول أظهر. ومعنى الاستثناء إنما يستقيم إذا فسر ((لا يبقين)) بـ ((لا يتركن)). والاستثناء مفرغ، والمستثنى منه أعم عام الأحوال.
((حس)): تأويل مالك رضي الله عنه أمره صلى الله عليه وسلم بقطع القلائد علي أنه من أجل العين؛ وذلك أنهم كانوا يشدون بتلك الأوتار والقلائد التمائم، ويعلقون عليها العوذ يظنون أنها تعصم من الآفات، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عنها وأعلمهم أنها لا ترد من أمر الله شيئا. وقال غيره: إنما أمر بقطعها لأنهم كانوا يعلقون عليها الأجراس. وقد سبق هذا في باب أدب الخلاء. و ((أو)) من شك الراوي. ((مح)): قال محمد بن الحسن وغيره: معناه لا تقلدوها أوتار القسي لئلا تضيق علي عنقها فتخنقها.