٣٨٩٠ - عن أنس، قال: لم يكن شيء أحب إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل. رواه النسائي. [٣٨٩٠]
٣٨٩١ - وعن علي، قال: كانت بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس عربية فرأي رجلا بيده قوس فارسية، قال:((ما هذه؟ ألقها، وعليكم بهذه وأشباهها ورماح القنا فإنها يؤيد الله لكم بها في الدين ويمكن لكم في البلاد)) رواه ابن ماجه.
ــ
الفصل الثالث
الحديث الأول عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((من الخيل)) ذكر الخيل هنا كناية عن الغزو والمجاهدة في سبيل الله. وقرانه مع النساء هنا لإرادة التكميل كما جاء في حديث آخر:((حبب إلي الطيب والنساء، وجعل قرة عيني في الصلاة)) * فإنه لما أخبر أن النساء كانت أحب إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم لمصلحة العباد علي ما مر في حديث الاستغفار، أحس في نفسه أن هذا الوصف يوهم أنه صلى الله عليه وسلم، كان مائلا إلي معاشرة أرباب الخدور ومشتغلا بهن معالي الأمور، فكمل بقوله:((من الخيل)) ليؤذن بأنه مع ذلك مقدام بطل في الكر والفر مجاهد مع أعداء الله، كما كمل في الحديث الآخر بقوله:((وجعل قرة عيني في الصلاة)) فأذن بأنه صلى الله عليه وسلم مجاهد مع نفسه واصل إلي مخدع القرب.
الحديث الثاني عن علي رضي الله عنه: قوله: ((فإنها)) اسم ((إن)) ضمير القصة كقوله تعالي: {فَإنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ} ولعل الصحابي رأي أن القوس الفارسية أقوى وأشد وابعد مرمى. فآثرها علي العربية زعما بأنها أعون في الحرب وفتح البلاد، فأرشده صلى الله عليه وسلم بأنه ليس كما زعمت، بل إن الله تعالي هو الذي ينصركم في الدين، ويمكنكم في البلاد بعونه لا بقوتكم وقوة إعدادكم. قوله:((ويمكن لكم)) يقال: مكنته في الأرض أثبته فيها.