٣٨٦٣ - وعنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من علم الرمي ثم تركه؛ فليس منا، أو قد عصى)) رواه مسلم.
٣٨٦٤ - وعن سلمة بن الأكوع، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم علي قوم من أسلم يتناضلون بالسوق. فقال:((ارموا بني إسماعيل! فإن أباكم كان راميا، وأنا مع بني فلان)) لأحد الفريقين. فأمسكوا بأيهديهم، فقال:((ما لكم؟)) قالوا: وكيف نرمي وأنت مع بني فلان؟ قال:((ارموا وأنا معك كلكم)). رواه البخاري.
٣٨٦٥ - وعن أنس، قال: كان أبو طلحة يتترس مع النبي صلى الله عليه وسلم بترس واحد، وكان أبو طلحة حسن الرمي، فكان إذا رمى تشرف النبي صلى الله عليه وسلم، فينظر إلي موضع نبله. رواه البخاري.
ــ
قتالهم إلي الرمي بل تعلموا الرمي وداوموا عليه؛ فإن الرمي مما يحتاج إليه أبدا. ((شف)): أي لا ينبغي أن يعجز أحدكم عن تعلم الرمي، حتى إذا حان وقت فتح الروم أمكنه العون علي الفتح، وهذا حث وتحريض منه صلى الله عليه وسلم علي تعلم الرمي، والمعنى له أن يلعب بها وليس ممنوعا عنه.
أقول: لعل الأوجه التوجيه الثاني؛ فإن الفاء في قوله:((فلا يعجز)) سببية كأنه قيل: إن الله سيفتح لكم عن قريب الروم وهم رماة ويكفيكم الله تعالي بواسطة الرمي شرهم، فإذن لا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه، أي عليكم أن تهتموا بشأن النضال وتمرنوا فيه، وعضوا عليه بالنواجذ حتى إذا زاولتم محاربة الروم تكونوا متمكنين منه وإنما أخرجه مخرج اللهو إمالة للرغبات إلي تعلم الرمي وإلي الترامي والسابقة؛ فإن النفوس مجبولة علي ميلها إلي اللهو.
الحديث الثالث عن عقبة: قوله: ((فليس منا)) أي فليس بمتصل بنا ومعدود في زمرتنا، وهو أشد مما لم يتعلم؛ لأنه لم يدخل في زمرتهم، وهذا دخل ثم خرج كأنه رأي النقص فيه أو استهزأ به. وكل ذلك كفران لتلك النعمة الخطيرة.
الحديث الرابع عن سلمة: قوله: ((بالسوق)) وهو معروف وقيل: هم اسم موضع. ((قض)): السوق جمع ساق استعمله للأسهم علي سبيل الاستعارة. – انتهي كلامه. ((ولأحد الفريقين)) متعلق بقوله: ((فقال)) أي قال: لأجل أحد الفريقين أنا معهم. وقوله:((فأمسكوا بأيديهم)) الباء زائدة في المفعول أي امتنعوا من الرمي.
الحديث الخامس عن انس رضي الله عنه: قوله: ((تشرف)) ((نه)): أي تحقق نظره وتطلع عليه، وأصل الاستشراف أن تضع يدك علي حاجبك، وتنظر كالذي يستظل الشمس حتى