٢٨٦٦ - وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((البركة في نواصي الخيل)) متفق عليه.
٣٨٦٧ - وعن جرير بن عبد الله، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرس بأصبعه، ويقول:((الخيل معقود بنواصيها الخير إلي يوم القيامة: الأجر والغنيمة)) رواه مسلم.
٣٨٦٨ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا بوعده؛ فإن شبعه، وريه، وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة)). رواه البخاري.
ــ
يستبين الشيء. أقول: والفاء في ((فكان)) سببية أي لأجل أنه كان حسن الرمي يتبع النبي صلى الله عليه وسلم بصره لسهمه؛ لينظر المصاب من الأعداء من هو؟؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يتترس بترسه وقاية واستشرافا.
الحديث السادس والسابع عن جرير: قوله: ((ناصية فرس)) ((مح)): أراد بـ ((الناصية)) هنا الشعر المسترسل علي الجبهة. ((خط)): قالوا: وكنى بالناصية عن جميع ذات الفرس. يقال: فلان مبارك الناصية ومبارك الغرة أي الذات.
قوله:((معقود)) ((نه)): أي ملازم لها كأنه معقود فيها. أقول: ويجوز أن يكون الخير المفسر بالأجر والغنيمة استعارة مكنية، شبهه لظهوره وملازمته بشيء محسوس معقود بخيل علي مكان رفيع ليكون منظورا للناس ملازما لنظره، فنسب الخير إلي لازم المشبه به، وذكر ((الناصية)) تجريدا للاستعارة. ((حس)): فيه الترغيب في اتخاذ الخيل للجهاد، وأن الجهاد لا ينقطع أبدا.
الحديث الثامن عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((من احتبس)) ((تو)): حبسته وأحبسته واحتبس أيضا بنفسه يتعدى ولا يتعدى. والمعنى أنه يحبسه علي نفسه لسد ما عسى أن يحدث في ثغر من الثغور من ثلمة، قوله:((إيمانا)) مفعول له أي ربطه خالصا لله تعالي امتثالا لأمره، وقوله:((تصديقا بوعده)) عبارة عن الثواب المرتب علي الاحتباس. تلخيصه أنه احتبس امتثالا واحتسابا، وذلك؛ أن الله تعالي وعد الثواب علي الاحتباس، فمن احتبس فكأنه قال: صدقت فيما وعدتني.
الحديث التاسع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((يكره الشكال)) ((نه)): الشكال في الخيل أن تكون ثلاث قوائم منه محجلة وواحدة مطلقة تشبيها بالشكال، أي الذي تشكل به الخيل؛ لأنه يكون في ثلاث قوائم غالبا. وقيل: هو أن تكون الواحدة محجلة والثلاث مطلقة. وقيل: هو أن تكون إحدى يديه وإحدى رجليه من خلاف محجلتين.