٣٨٦٩ - وعنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال في الخيل. والشكال: أن يكون الفرس في رجله اليمنى بياض وفي يده اليسرى، أو في يده اليمنى ورجله اليسرى. رواه مسلم.
٣٨٧٠ - وعن عبد الله بن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء، وأمدها ثنية الوداع، وبينهما ستة أميال، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلي مسجد بني زريق، وبينهما ميل. متفق عليه.
٣٨٧١ - وعن أنس، قال: كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العضباء، وكانت لا تسبق، فجاء أعرابي علي قعود له، فسبقها، فاشتد ذلك علي المسلمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن حقا علي الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه)). رواه البخاري.
ــ
وإنما كرهه لأنه كالمشكول صورة تفاؤلا. ويمكن أن يكون جرب ذلك الجنس فلم يكن فيه نجابة. وقيل: إذا كان مع ذلك أغر زالت الكراهة لزوال شبه الشكال.
الحديث العاشر عن عبد الله: قوله: ((أضمرت)) ((نه)): الضمير الهزال وخفة اللحم، وأراد بالإضمار التضمير، وهو أن يعلف الفرس حتى يسمن ثم يرده إلي القوت، وذلك في أربعين يوما وقد كانوا يشدون عليه السرج ويجللونه بالجل، حتى يعرق تحته فيذهب هزاله ويشتد لحمه. وهذه المدة تسمى المضمار، والموضع الذي يضمر فيه أيضا مضمار. والرواية علي ما ذكرنا؛ والمشهور من كلام العرب التضمير؛ فلعله من بعض الرواة أقام الإضمار موضع التضمير، أو كانوا يستعملون ذلك. و ((الحفياء)) – بفتح الحاء وسكون الفاء – بمد ويقصر. وأضيف (الثنية)) إلي ((الوداع))؛ لأنها موضع التوديع.
الحديث الحادي عشر عن أنس: قوله: ((العضباء)) ((نه)): هو علم لها منقول من قولهم: ناقة عضباء أي مشقوقة الأذن ولم تكن مشوقة الأذن. قال: بعضهم: إنها كانت مشقوقة الأذن، والأول أكثر. قال الزمخشري: هو منقول من قولهم: ناقة عضباء وهي القصيرة اليد، والقعود من الإبل ما أمكن أن يركب وأدناه أن يكون له سنتان، ثم هو قعود إلي السنة السادسة ثم هو جمل.
قوله:((علي الله)) متعلق بـ ((حقا)) و ((أن لا يرتفع)) خبر ((إن)) و ((أن)) مصدرية فتكون معرفة والاسم نطرة، فيكون من باب القلب، أي أن عدم الارتفاع حق علي الله نحو قوله: كان مزاجها عسل وماء. ويمكن أن يتمحل بأن يقال:((علي الله)) صفة ((حقا)) أي حقا ثابتا واجبا علي الله وفيه وفي الذي قبله جواز المسابقة بالخيل والإبل.