للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٧٧ - وعن شريح بن هانئ، قال: سألت عائشة: بأي شيء كان يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك. رواه مسلم.

٣٧٨ - وعن حذيفة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام للتهجد من الليل يشوص فاه بالسواك. متفق عليه.

ــ

الشيرازي في كتاب اللمع في الأصول: في هذا الحديث دليل علي أن الاستدعاء علي وجه الندب ليس بأمر حقيقة، فإن السواك عند كل صلاة مندوب إليه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يأمر به، فدل علي أن المندوب إليه غير مأمور به.

((نه)): السواك- بالكسر- والمسواك ما تدلك به الأسنان من العيدان، يقال: ساك فوه يسوكه إذا دلكه بالسواك، فإذا لم يذكر الفم، قلت: استاك.

((مح)): يستحب أن يستاك بعود من أراك، وبما يزيل التغير من الخرقة الخشنة، والسعد، والأشنان، والإصباع إن لم تكن لينة إن لم يجد غيرها عند بعض الأصحاب. ويستحب أن يبدأ في سواكه بالجانب الأيمن من فمه عرضاً، ولا يستاك طولاً لئلا يدمي لحم أسنانه، فإن خالف صح مع كراهة. أقول: ((عرضاً)) في قوله حال من الفم، كذا في شرح الإمام الرافعي رضي الله عنه.

الحديث الثاني عن شريح: قوله: ((إذا دخل بيته)) ((مظ)): وإنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الغالب أنه لا يتكلم في الطريق، والفم يتغير بالسكوت، فيستاك ليزيله، وهو تعليم لأمته، فمن سكت ثم أراد التكلم مع صاحبه يستاك لذلك؛ لئلا يتأذى من رائحة فمهز

الحديث الثالث عن حذيفة: قوله: ((للتهجد)) ((تو)): أخذ التهجد من الهجود، وهو النوم يقال: هجدته فتهجد، أي أزلت هجوده نحو مرضته. فالتهجد التيقظ، ولما كان الذي يريد التعبد لربه في جوف الليل يتيقظ ليصلي- عبر عن صلاة الليل بالتهجد.

قوله: ((يشوص)) ((نه)): أي يدلك أسنانه وينقيها. وقيل: هو أن يستاك من سفل إلي علو، وأصل الشوص الغسل، و ((من)) في ((من الليل)) تبعيضية مفعول التهجد، كقوله تعالي: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك} أي عليك بعض الليل، فتهجد به عبادة زائدة لك علي الصلوات الخمس.

<<  <  ج: ص:  >  >>