٢٦٤٤ - عن سلمة بن الأكوع، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من ضحى منكم، فلا يصبحن بعد ثالثة وفي بيته منه شيء)). فلما كان العام المقبل قالوا: يارسول الله! نفعل كما فعلنا العام الماضي؟ قال:((كلوا، وأطعموا، وادخروا؛ فإن ذلك العام كان بالناس جهد، فأردت أن تعينوا فيهم)) متفق عليه.
ــ
بينهما؟ قلنا: إنا قد وجدنا في الحديث الصحيح ما قد دل علي أن الأيام العشر أفضل الأيام؛ لأنها أحب الأيام إلي الله، فيكون معنى قوله:((أفضل الأيام يوم النحر)) أي من أفضل الأيام. كما يقال: فلان أعقل الناس وأعلمهم أي من أعقل الناس وأعلمهم. قوله:((يوم القر)) ((نه)): هو الغد من يوم النحر؛ لأن الناس يقرون فيه بمنى، أي يسكنون ويقيمون. ((حس)): سمي به لأن أهل الموسم يوم التروية وعرفة والنحر في تعب من الحج؛ فإذا كان الغد من يوم النحر قروا بمنى. ((قال ثور)) هو أحد من الرواة. قوله:((يزدلفن)) أي يقربن منه يفتعلن من القرب، فأبدلت التاء دالا لأجل الزاي. ((مظ)): أي تسعى كل واحدة من تلك البدن إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لينحرها قيل: استلذاذاً واعتداداً ببركة يد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله:((بأيتهن يبدأ)) الباء في ((بأيتهن)) صلة ((يبدأ)) والاستفهام متأول بجوابه أي تتوخى كل واحدة قربه لي الله عليه وسلم وأنه بأشرفها وأكملها أو بأتوقها إلي إزهاق نفسها، وأنزعها إلي الفداء يبدأ، والجملة حال مؤكدة من ((يزدلفن)) أي يزدلفن متقربات به. قوله:((فلما وجبت)) ((تو)): الوجوب السقوط، من وجب الحائط إذا سقط، ووجبت الشمس وجبة، إذا غربت، وهو مقتبس من قوله تعالي:} فإذا وجبت جنوبها {وفيه من البلاغة ما لا يخفي، وذلك أنه تعالي ذكر البدن وعظم شأنها، ثم أشار بمقتضى اللفظ إلي أنها تنحر قياما، فإن وجوب الجنوب منها إنما يتصور إذا كانت قائمة، وتلك السنة فيها.
قوله:((فتكلم)) عطف علي ((وجبت))، و" قال " كلام الراوي. وقوله:((فقلت: ما قال)) أي قال الراوي: سألت الذي يليه: ما قال؟ فقال صلى الله عليه وسلم:((من شاء اقتطع)) أي هدى المهدي – للمحتاجين، ((ومن شاء اقتطع)) ((حس)): فيه دليل علي جواز هبة المشاع؛ وعلي جواز أخذ النثار في عقد الأملاك؛ وأنه ليس من النهب الذي نهي عنه. وكرهه بعض العلماء خوفاً من أن يدخل فيما نهي عنه من النهبى.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن سلمة: قوله: ((جهد)) ((نه)): بالضم الوسع والطاقة، وبالفتح المشقة، وقيل: المبالغة والغاية، وقيل: هما لغتان في الوسع والطاقة؛ فأما في المشقة والغاية فالفتح لا غير. قوله:((أن تعينوا فيهم)) أي تعينوهم؛ فجعل المتعدي منزلة اللازم، وعداه بقي مبالغة، أي أردت أن توقعوا الإعانة فيهم، وتجعلوهم مكانا لها لشدة احتياجهم وافتقارهم، نحو قوله