للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قبض فأتنا. فأرسل يقرئ السلام، ويقول: ((إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب)). فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها، فقام ومعه سعد ابن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت ورجال، فرفع إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع، ففاضت عيناه. فقال سعد: يا رسول الله! ما هذا؟ فقال: ((هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، فإنما يرحم الله من عباده الرحماء)). متفق عليه.

١٧٢٤ - وعن عبد الله بن عمر، قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه النبي صلي الله وعليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود،

ــ

أشرف علي الموت، أرادات. أنه في حال القبض ومعالجة النزع. قوله: ((وكل عنده)) أي كل من الأخذ والإعطاء عند الله مقدر مؤجل؛ فـ ((ما)) في ((ما أخذ، وما أعطى)) يحتمل أن تكون مصدرية، وموصولة. والعائد محذوف.

قوله: ((فلتصبر ولتحتسب)) يجوز أن يكون أمراً للغائب المؤنث أو الحاضر علي قراءة من قرأ ((فبذلك فلتفرحوا)) فعلي هذا المبلغ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تلفظ به في الغيبة، والمراد بالاحتساب أن يجعل الولد في حسابه لله تعالي: فيقول: ((إنا لله وإنا إليه راجعون) وهو معنى قوله سابقاً: ((إن لله ما أعطى، وله ما أخذ)).

قوله: ((تقعقع)) ((نه)): أي تضطرب وتتحرك، والقعقعة حكاية حركة لشيء يسمع له صوت، كالسلاح والشن اليابس. وقوله: ((إنما يرحم الله)) يعني هذا تخلق الله تعالي، وإنما يرحم الله من عباده من اتصف بأخلاقه، ويرحم من عباده. ((من)) في ((من عباده)) بيإنية، حال من المفعول، وهو ((الرحماء)) قدمها إجمالاً وتفصيلاً ليكون أوقع.

الحديث الثالث عن عبد الله رضي الله عنه: قوله: ((في غاشية)) ((تو)): هي الداهية من شر، أو مرض، أو مكروه. والمراد بها هاهنا: ما كان يتغشاه من كرب الوجع الذي به لا حال الموت؛ لأنه برأ من ذلك المرض. ((خط)): أراد بالغاشية القوم الحضور عنده الذين هم غاشية، أي يغشونه للخدمة والزيارة. ((مح)): قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه)) وفي رواية ((ببعض بكاء أهله)) وفي رواية ((ببكاء الحي)) وفي رواية ((يعذب في قبره بما نيح عليه)) وفي رواية ((من يبك عليه يعذب)). وهذه الروايات من رواية عمر بن الخطاب وابنه عبد الله رضي الله عنهما، وأنكرت عائشة رضي الله عنها، ونسبتهما إلي النسيان والاشتباه عليهما، وأنكرت أن

<<  <  ج: ص:  >  >>