للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٣١٦ - وعن جندب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سمع سمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به)). متفق عليه.

٥٣١٧ - وعن أبي ذر، قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل من الخير ويحمده الناس عليه. وفي رواية: يحبه الناس عليه. قال: ((تلك عاجل بشرى المؤمن)). رواه مسلم.

ــ

والثانية: أن يكون له قصد الثواب أيضا. ولكن قصدا ضعيفا بحيث لو كان في الخلوة، لكان لا يفعله ولا يحمله ذلك القصد على العمل، ولو لم يكن الثواب، لكان قصد الرياء يحمله على العمل، فقصد الثواب فيه لا ينفي عنه المقت.

والثالثة: أن يكون قصد الرياء والثواب متساويين، بحيث لو كان واحدا خاليا عن الآخر، لم يبعثه على العمل. فلما اجتمعا انبعثت الرغبة. وظواهر الأخبار تدل على أنه لا يسلم رأسا برأس.

والرابعة: أن يكون إطلاع الناس مرجحا مقويا لنشاطه، ولو لم يكن لا يترك العبادة، ولو كان قصد الرياء وحده لما أقدم، فالذي نظنه - والعلم عند الله تعالى - أنه [لا يحبط] أصل الثواب، ولكنه بنقص منه، أو يعاقب على مقدار قصد الرياء، ويثاب على مقدار قصد الثواب. [وأما] قوله: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك)) فهو [محمول] على ما إذا تساوى القصدان، أو كان قصد الرياء أرجح.

الحديث الثالث عن جندب رضي الله عنه: قوله: ((من سمع)) ((مح)): أي من أظهر عمله للناس رياء، سمع الله به، أي فضحه يوم القيامة. ومعنى ((من يرائي)) من اظهر للناس العمل الصالح ليعظم عندهم، وليس هو كذلك، ((يرائي الله به)) أي أظهر سريرته على رءوس الخلائق. وقيل: معناه: من سمع بعيوب الناس وأذاعها، أظهر الله عيوبه وقيل أسمعه المكروه. وقيل: أراه الله ثواب ذلك من غير أن يعطيه إياه؛ ليكون حسرة عليه. وقيل: معناه: من أراد أن يعلمه الناس أسمعه الله الناس وكان ذلك حظه منه.

قال الشيخ أبو حامد: الرياء مشتق من الرؤية والسمعة من السماع، وإنما الرياء أصله طلب المنزلة في قلوب الناس بإراءتهم الخصال المحمودة. فحد الرياء هو إراءة العباد بطاعة الله، فالمرائي هو العابد والمرائى له هو الناس، والمراءى به هو الخصال الحمديه، والرياء هو قصد إظهار ذلك.

الحديث الرابع عن أبي ذر رضي الله عنه: قوله: ((أرأيت الرجل)) ((مظ)): أي أخبرنا بحال

<<  <  ج: ص:  >  >>