للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الأول

٥٨٦٢ - عن قتادة, عن أنس بن مالك, عن مالك بن صعصعة, أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسرى به: ((بينما أنا في الحطيم - وربما قال في الحجر - مضطجعًا إذ

ــ

وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل عن ابن عباس قال: شئ أريه النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة رآه بعينه حين ذهب إلى بيت المقدس, ولأنه قد أنكرته قريش وارتدت جماعة ممن كانوا أسلموا حين سمعوه, وإنما تنكر إذا كانت في اليقظه فإن الرؤيا لا ينكر منها ما هو أبعد من ذلك, على أن الحق أن المعراج مرتان مرة في النوم وأخرى باليقظة.

قال محيى السنة: رؤيا أراه الله قبل الوحي بدليل قول من قال: ((فاستيقظ وهو في المسجد الحرام ثم عرج به في اليقظة بعد الوحي قبل الهجرة بسنة تحقيقًا لرؤياه, كما أنه رأي فتح مكة في المنام في سنة ست من الهجرة, ثم كان تحققه سنة ثمان, وعن بعض المحققين أن الأرواح مأخوذة من أنوار الكمال والجلال وهي بالنسبة إلى الأبدان بمنزلة قرص الشمس بالنسبة إلى هذا العالم, وكما أن كل جسم يصل إليه نور الشمس تتبدل ظلماته بالأضواء فكذلك كل عضو وصل إليه نور الروح انقلب حاله من الموت إلى الحياة.

قالوا: الأرواح أربعه أقسام: ((الأول: الأرواح المكدرة بالصفات البشرية, وهي أرواح العوام غلبتها القوى الحيوانية لا تقبل العروج.

والثاني: الأرواح التي لها كمال القوة النظرية للبدن باكتساب العلوم وهذه أرواح العلماء.

والثالث: الأرواح التي لها كمال القوة المدبرة للبدن باكتساب الأخلاق الحميدة, وهذه أرواح المرتاضين إذا كسروا قوى أبدانهم بالارتياض والمجاهدة.

والرابع: الأرواح التي حصل لها كمال القوتين وهذه غاية الأرواح البشرية وهي للأنبياء والصديقين, فلما ازداد قوة أرواحهم ازداد ارتفاع أبدانهم عن الأرض, ولهذا لما كان الأنبياء صلوات الله عليهم قويت فيهم هذه الأرواح عرج بهم إلى السماء, وأكملهم قوة نبينا صلى الله عليه وسلم فعرج به إلى قاب قوسين أو أدنى.

الفصل الأول

الحديث الأول عن قتادة:

قوله: ((أسرى به)) صفة ليلة, أي أسرى به فيها, ونحوه في التقدير قوله تعالى: {واتقوا يومًا لا تجزى نفس عن نفس شيئًا} لا تجزى صفة ((يومًا)) أي لا تجزى فيه نفس.

قوله: ((أنا في الحطيم)) قض: الحطيم قيل: هو الحجر سمي حجرًا لأنه حجر عنه بحيطانه,

<<  <  ج: ص:  >  >>