للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فئتان عظيمتان، تكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة، وحتى يبعث دجالون كذابون، قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، ويظهر الفتن، ويكثر الهرج وهو القتل، وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه لا أرب لي به، وحتى يتطاول الناس في البنيان، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه، وحتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين {لا يَنفَعُ نَفْسًا إيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إيمَانِهَا خَيْرًا}، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما، فلا يتبايعانه ولا يطويانه. ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها)) متفق عليه.

ــ

الفصل الأول

الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((دعواهما واحدة)) أي كل واحدة من الفئتين تدعى الإسلام. قوله: ((دجالون)). ((حس)): كل كذاب دجال. يقال: دجل فلان الحق بباطله، أي غطاه. ومنه: أخذ الدجال، ودجله سحره وكذبه. وقيل: سمى الدجال دجالا لتمويهه على الناس وتلبيسه. يقال: دجل إذا موه ولبس. قوله: ((يتقارب الزمان)) ((خط)): أراد به زمان المهدي لوقوع الأمن في الأرض فيستلذ العيش عند ذلك لانبساط عدله فيستقصر مدته؛ لأنهم يستقصرون مدة أيام الرخاء وإن طالت، ويستطيلون مدة أيام الشدة وإن قصرت.

قوله: ((حتى يهم)) في جامع الأصول مقيد بضم الياء. و ((رب المال)) مفعوله والموصول مع صلته فاعله. وقوله: ((حتى يعرضه)) معطوف على مقدر المعنى: حتى يهم طلب من يقبل الصدقة صاحب المال في طلبه، حتى يجده وحتى يعرضه عليه. قوله: {لا يَنفَعُ نَفْسًا إيمَانُهَا}. معناه: لا ينفع نفسا إيمانها حينئذ أو كسبها في إيمانها خيراً لم تكن آمنت من قبل حينئذ أو كسبت في إيمانها خيراً من قبل، فهو من اللف التقديري.

قوله: ((لقحته)) ((قض)): اللقحة: اللبون من النوق و ((ليط الحوض)) تطيينه. وأصله اللزق. والمعنى أن الساعة تأخذ الناس بغتة، تأتيهم وهم في أشغالهم فلا تمهلهم أن يتموها.

<<  <  ج: ص:  >  >>