٢٤٥٨ - وعن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال)). متفق عليه.
٢٤٥٩ - وعن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم إني أعوذ
بك من الكسل والهرم، والمغرم والمأثم، اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، وفتنة النار، وفتنة
القبر، وعذاب القبر، ومن شر فتنة الغنى، و [من] شر فتنة الفقر، ومن شر فتنة
ــ
الفصل الأول
الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((من جهد البلاء)) ((حس)): جهد البلاء هي الحالة التي يمتحن بها الإنسان، ويشق عليه بحيث يتمنى فيها الموت، ويختاره عليها. قوله:((ودرك الشقاء)) ((نه)): الدرك اللحاق والوصول إلي الشيء، يقال أدركته إدراكاً ودركاً، ومنه الحديث ((لو قال: إن شاء الله، لم يحنث وكان دركاً له في حاجته)). والشماتة فرح العدو تنزل ببلية بمن يعاديه، يقال: شمت به يشمت فهو شامت، وأشمته غيره.
قوله:((وسوء القضاء)) عن بعضهم: هو ما يسوء الإنسان، ويوقعه في المكروه، علي أن لفظ السوء منصرف إلي المقضي عليه دون القضاء. ((مح)): يدخل في سوء القضاء السوء في الدين والدنيا، والبدن والمال والأهل، وقد يكون ذلك في الخاتمة. وأما ((درك الشقاء)) فكذلك. وأما ((جهد البلاء)) فروي عن ابن عمر أنه فسره بقلة المال وكثرة العيال.
الحديث الثاني عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((وضلع الدين)) في الغريبين: يعني ثقله حتى يميل صاحبه عن الاستواء والاعتدال، والضلع الاعوجاج، وزاد في النهاية: يقال: ضلع ضلعاً –بالتحريك- وضلع –بالفتح- يضلع ضلعاً –بالتسكين- أي مال، وسبق شرح الحديث في الباب السابق.
الحديث الثالث عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((وفتنة النار)) أي فتنة تؤدي إلي عذاب النار وإلي عذاب القبر؛ لئلا يتكرر إذا فسرنا بالعذاب. قوله:((ومن شر فتنة الغنى)) ((قض)): فتنة الغنى البطر والطغيان، والتفاخر به، وصرف المال في المعاصي، وما أشبه ذلك، و ((فتنة الفقر)) الحسد علي الأغنياء، والطمع في أموالهم، والتذلل لهم بما يتدنس به عرضه، وينثلم به دينه، وعدم الرضا علي ما قسم الله، إلي غير ذلك مما لا تحمد عاقبته. أقول: الفتنة إن فسرت بالمحنة والمصيبة، فنشرها أن لا يصبر الرجل علي لأوائها، ويجزع منها، وإن فسرت بالامتحان