للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي كما ينقَّ الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب)). متفق عليه.

٢٤٦٠ - وعن زيد بن أرقم، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها، أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، و [من] نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها)). رواه مسلم.

ــ

والاختيار، فشرها أن لا يحمد في السراء، ولا يصبر في الضراء، وبقية الحديث قد انقضى تفسيره في باب أدعية الصلاة، لاسيما قوله: ((اغسل خطاياي بماء الثلج)).

الحديث الرابع عن زيد رضي الله عنه: قوله: ((اللهم آت نفسي تقواها)) ينبغي أن تفسر التقوى بما يقابل الفجور في قوله تعالي: {فألهمها فجورها وتقواها} وهي الاحتراز عن متابعة الهوى، وارتكاب الفجور والفواحش؛ لأن الحديث كالتفسير والبيان للآية، فدل قوله: ((آت)) علي أن الإلهام في الآية هو خلق الداعية الباعثة علي الاجتناب عن المذكورات، وقوله: ((زكها أنت خير من زكاها)) علي أن إسناد التزكية إلي النفس في الآية، هو نسبة الكسب إلي العبد لا خلق الفعل، كما زعمت المعتزلة؛ لأن الخيرية تقتضي المشاركة بين كسب العبد، وخلق القدرة فيه.

وقوله: ((أنت وليها ومولاها)) استئناف علي بيان الموجب، وأن إيتاء التقوى وتحصيل التزكية فيها إنما كان؛ لأنه هو متولي أمرها وربها ومالكها، فالتزكية إن حملت علي تطهير النفس عن الأفعال والأقوال والأخلاق الذميمة، كانت بالنسبة إلي التقوى مظاهر ما كان ممكناً في الباطن، وإن حملت علي الإنماء والإعلاء بالتقوى، كانت تحلية بعد التخلية؛ لأن المتقي شرعاً من اجتنب النواهي، وأتى الأوامر. وعن بعض العارفين: تقوى البدن الكف عما لا يتيقن حله، وتقوى القلب عما سوى الله تعالي في الدارين، وعدم الالتفات إلي غيره.

قوله: ((من علم لا ينفع)) ((مظ)): أي علم لا أعمل به ولا أعلمه، ولا يبدل أخلاقي وأقوالي

وأفعالي، أو علم لا يحتاج إليه في الدين، ولا في تعلمه إذن شرعي. قوله: ((ومن نفس

<<  <  ج: ص:  >  >>