للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٤٦١ - وعن عبد بن عمر، قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك)). رواه مسلم.

٢٤٦٢ - وعن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل)). رواه مسلم.

٢٤٦٣ - وعن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون)). متفق عليه.

ــ

لا تشبع ((تو)): فيه وجهان: أحدهما أنها لا تقنع بما آتاها الله ولا تفتر عن الجمع حرصاً، والأخر أن يراد به النهمة وكثرة المال. قوله: ((لها)) الضمير عائد إلي الدعوة، و ((اللام)) زيادة، وفي جامع الأصول ((ودعوة لا تستجاب)) وليس فيه ((لها)).

الحديث الخامس عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((وتحول عافيتك)) ((مظ)): أي من تبدل ما رزقتني من العافية إلي البلاء. فإن قلت: ما الفرق بين الزوال والتحويل؟ قلت: الزوال يقال في شيء كان ثابتاً في شيء ثم فارقه. والتحويل تغيير الشيء وانفصاله عن غيره، وباعتبار التغير: قيل: حال الشيء يحول حولاً، وباعتبار الانفصال: قيل: حال بيني وبين كذا: وحولت الشيء فتحول: غيرته إما بالذات وأما بالحكم فمعنى زوال النعمة ذهابها من غير بدل، وتحويل العافية إبدال الصحة بالمرض، والسلام بالبلاء. [الحديث السادس عن عائشة رضي الله عنها] قوله: ((وشر ما لم أعمل)) ((شف)): قيل استعاذ من أن يعمل في مستقبل الزمان ما لا يرضاه الله، فإنه لا مأمن لأحد من مكر الله، {فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}. وقيل: من أن يصير معجباً بنفسه في ترك القبائح، وسأله أن يرى ذلك من فضل ربه.

الحديث السابع عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((أن تضلني)) متعلق بـ ((أعوذ)) أي من أن تضلني، وكلمة التوحيد معترضة لتأكيد العزة.

<<  <  ج: ص:  >  >>