للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٤٥٢ - وعن ابن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كثر همه، فليقل: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، وفي قبضتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو ألهمت عبادك، أو استأثرت به في مكنون الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، وجلاء همي وغمي. ما قالها عبدٌ قط إلا أذهب الله غمه، وأبدله فرحاً)). رواه رزين. [٢٤٥٢]

٢٤٥٣ - وعن جابر، قال: كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا. رواه البخاري.

٢٤٥٤ - وعن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كربه أمر يقول: ((يا حي يا قيوم! برحمتك أستغيث)). رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب، وليس بمحفوظ. [٢٤٥٤]

ــ

الحديث الثالث عن ابن مسعود رضي الله عنه، ورواه الشيخ محيي الدين عن ابن السنى عن أبي موسى الأشعري، وزاد فيه زيادات وتغييرات، وفي آخره: ((قال رجل: يا رسول الله! إن المغبون لمن غبن هؤلاء الكلمات، فقال: أجل، فقولوهن وعلموهن، فإن من قالهن التماس ما فيهن أذهب الله تعالي حزنه، وأطال فرحه)).

قوله: ((هو لك)) مجمل، ويفصله ما يعقبه منسوقاً بـ ((أو)) التنويعية علي سبيل التقسيم الحاصر، فينبغي أن يحمل قوله: ((سميت به نفسك)) علي أنك وضعت ألفاظاً مخصوصة، وسميت بها نفسك، وألهمت عبادك بغير واسطة، فيكون من سماه الأمم المختلفة الفائتة للحصر بلغات مختلفة من هذا النوع. وقوله: ((أو أنزلته في كتابك)) علي جميع ما سمى به في الكتب المنزلة، وأفرد الكتاب، وأراد به الجنس، وقد تقرر في موضعه أنه أشمل من الجمع. وقوله: ((أو استأثرت)) به أي انفردت، محمول علي أنه انفرد به بنفسه، ولا ألهم أحداً ولا أنزل في كتاب.

قوله: ((أن تجعل القرآن ربيع قلبي)) هذا هو المطلوب، والسابق وسائل إليه، فانظر أولاً غاية ذلته وصغاره، ونهاية افتقاره وعجزه، وثإنياً بين عظمة شأنه وجلالة أسمه سبحانه وتعالي بحيث لم يبق فيه بقية، وألطف في المطلوب حيث جعل المطلوب وسيلة إزالة الهم المطلوب أولاً. قوله: ((ربيع قلبي)) ((نه)): جعل القرآن ربيعاً له؛ لأن الإنسان يرتاح قلبه في الربيع من الأزمان، ويميل إليه. أقول: كما أن الربيع زمان إظهار آثار رحمة الله تعالي، وإحياء الأرض بعد موتها، كذلك القرآن يظهر منه تباشير لطف الله من الإيمان والمعارف، وتزول به ظلمات الكفر والجهالة والهموم.

<<  <  ج: ص:  >  >>