٢٤٥٠ - وعن عائشة، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا جلس مجلساً أو صلي تكلم بكلمات، فسألته عن الكلمات فقال:((إن تكلم بخير كان طابعاً عليهن إلي يوم القيامة، وإن تكلم بشر كان كفارة
له: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)). رواه النسائي. [٢٤٥٠]
٢٤٥١ - وعن قتادة: بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا رأي الهلال قال:((هلال خير
ورشد، هلال خير ورشد، هلال خير ورشد، آمنت بالذي خلقك)) ثلاث مرات، ثم يقول:((الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا، وجاء بشهر كذا)). رواه أبو داود. [٢٤٥١]
ــ
أحسن رد، عملاً بقوله تعالي:{قول معروف ومغفرة}، أو أرشده إلي أن الأولي والأصلح له أن يستعين بالله لأدائها، ولا يتكل علي الغير، وينصر هذا الوجه قوله:((وأغنني بفضلك عمن سواك)).
الفصل الثالث
الحديث الأول عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((عن الكلمات)) التعريف للعهد، والمعهود قوله:((كلمات)) وهو يحتمل وجهين، إما أن لا يضمر شيء فتكون الكلمات هي الجملتان الشرطيتان، واسم ((كان)) فيهما مبهم، ويفسره قوله:((سبحانك اللهم))، وإما أن يقدر: فما فائدة الكلمات؟ فعلي هذا ((الكلمات)) هي قوله: ((سبحانك اللهم)) والمضمر في ((كان)) راجع إليه، ففي الكلام تقديم وتأخير، وهذا الوجه أحسن بحسب المعنى وإن كان اللفظ يساعد الأول. وقوله:((اللهم)) معترض؛ لأن قوله:((وبحمدك)) متصل بقوله: ((سبحانك)) إما بالعطف، أي أسبح وأحمد، أو بالحال أي أسبح حامداً لك.
الحديث الثاني عن قتادة رضي الله عنه: قوله: ((الحمد لله)) إما أن يراد بـ ((الحمد)) الثناء علي
قدرته فإن مثل هذا الإذهاب العجيب وهذا المجيء لا يقدر عليه أحد إلا الله، أو يراد به الشكر،
فيشكر علي ما أولي العباد بسبب الانتقال من النعم الدينية والدنيوية ما لا يحصى. وينصر
هذا التأويل قوله:((هلال خير)) أي بركة ورشد، أي هاد إلي القيام بعبادة الله تعالي من ميقات
الحج والصوم وغيرهما، قال تعالي:{يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج}.