للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الأول

٥٩٧٩ - عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم)) متفق عليه.

٥٩٨٠ - وعن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الناس تبع لقريش في الخير والشر)) رواه مسلم.

٥٩٨١ - وعن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان)) متفق عليه.

ــ

الفصل الأول

الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله: ((في هذا الشأن)) حس: معناه تفضيل قريش على قبائل العرب وتقديمها في الإمامة والإمارة.

خط: كانت العرب تقدم قريشاً وتعظمها، وكانت دراهم موسماً، والبيت الذي هم سدنته منسكا، وكانت لهم السقاية والرفادة، ويعظمون الحجيج ويسقونهم فحازوا به الشرف والرياسة عليهم.

قض: المراد بهذا الشأن الدين، والمعنى أن مسلمي قريش قدوة لغيرهم من المسلمين لأنهم المتقدمون في التصديق، السابقون بالإيمان، وكافرهم قدوة غيرهم من الكفار لأنهم أول من رد الدعوة، وكفر بالرسول، وأعرض عن الآيات ((شف)) فلا يكون حينئذ قوله: ((وكافرهم .. إلى آخره)) في معرض المدح.

أقول: يؤيد قول القاضي الحديث الذي يتلوه، كأنه قيل: هم متبوعون في كل أمر، والناس يقتفون أثرهم ويزعمون أن كل ما صدر عنهم خير، ونحوه قول الشاعر:

ونحن التاركون لما سخطنا ونحن الآخذون لما رضينا

الحديث الثاني والثالث عن ابن عمر رضي الله عنهما:

قوله: ((لا يزال هذا الأمر في قريش)) مح: هذه الأحاديث وأشباهها فيها دليل ظاهر على أن الخلافة مختصة بقريش لا يجوز عقدها لغيرهم، وعلى هذا انعقد الإجماع في زمن الصحابة ومن بعدهم، ومن خالف فيه من أهل البدع فهو محجوج بإجماع الصحابة.

وبين صلى الله عليه وسلم أن هذا الحكم مستمر إلى آخر الدهر ما بقي من الناس اثنان، وقد ظهر ما قاله صلى الله عليه وسلم من زمنه إلى الآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>