٥٩٨٢ - وعن معاوية، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه، ما أقاموا الدين))) رواه البخاري.
٥٨٩٣ - وعن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة، كلهم من قريش)) وفي رواية: ((لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً كلهم من قريش)) وفي رواية ((لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش)) متفق عليه.
ــ
الحديث الرابع عن معاوية رضي الله عنه:
قوله: ((ما أقاموا الدين)) ما مصدرية، والوقت مقدر وهو متعلق بقوله: ((كبه الله)).
مظ: أي الخلافة في قريش لا يعاديهم ولا يخالفهم أحد في ذلك إلا أذله الله ما داموا يحافظون على الدين. انتهى كلامه.
ويفهم من قول الشيخ التوربشتي أن قوله: ((ما أقاموا)) إذا علق بكبة يستقيم المعنى إذا حمل الدين على الصلاة، وأما إذا حمل على الدين بأصوله وتوابعها فلا لأن منهم من غير وبدل ولم يصرف عنه الأمر.
وقيل: معنى الحديث لا يخالف قريشاً أحد في الأمور المتعلقة في الدين بأن أرادوا نقضه وبطلانه وقريش تريد إقامته وإمضاءه إلا أذله الله وقهره.
أقول: واللفظ لا يساعد إلا ما عليه المظهر وهو أظهر.
الحديث الخامس عن جابر رضي الله عنه:
قوله: ((إلى اثني عشر خليفة)) تو: السبيل في هذا الحديث وما يعتقبه في هذا المعنى أن يحمل على المقسطين منهم فإنهم هم المستحقون لاسم الخليفة على الحقيقة، ولا يلزم أن يكونوا على الولاء وإن قدر أنهم على الولاء فإن المراد منه المسلمون بها على المجاز.
قال القاضي عياض: يوجه هاهنا سؤال وهو: أنه قد جاء ((الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً عضوضاً)) وهو مخالف لهذا الحديث؟.
وأجيب: بأن المراد بثلاثون سنة خلافة النبوة وقد جاء مفسراً في بعض الروايات: ((خلافة النبوة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً)) ولم يشترط هذا في الاثني عشر.
وقيل: المراد باثني عشر أن يكونوا مستحقين الخلافة من العادلين وقد مضى منهم من علم ولابد من تمام هذا العدد قبل قيام الساعة.
قوله: ((إلى اثني عشر)) إلى هاهنا نحو حتى في الرواية الأخرى، لأن التقدير: لا يزال الدين قائماً حتى يكون عليهم اثنا عشر خليفة، في أن ما بعدها داخل في ما قبلها.