للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٩٨٤ - وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، وعصية عصت الله ورسوله)) متفق عليه.

٥٩٨٥ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار وأشجع موالي، ليس لهم مولى دون الله ورسوله)) متفق عليه.

ــ

الكشاف في قوله تعالى {فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق} إلى تفيد معنى الغاية مطلقاً، فأما دخولها في الحكم وخروجها فحكم يدور مع الدليل، ومما فيه دليل على الخروج قوله تعالى: {ثم أتموا الصيام إلى الليل} لأنه لو دخل الليل لوجب الوصال، ومما فيه دليل على الدخول قولك: حفظت القرآن من أوله إلى آخره، لأن الكلام مسوق لحفظ القرآن كله.

الحديث السادس عن ابن عمر رضي الله عنهما:

قوله: ((غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله)) يحتمل أن يكونا خبرين وأن يحمل على الدعاء لهما، وأما قوله: ((وعصيت عصت الله)) فهو إخبار ولا يجوز حمله على الدعاء، لكن فيه إظهار شكاية منهم تستلزم الدعاء عليهم بالخذلان لا بالعصيان.

حس: قيل إنما دعا لغفار وأسلم لأن دخولهما في الإسلام كان من غير حرب، وكانت غفار تزن- أي تتهم- بسرقة الحجاج، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يمحو عنهم تلك السيئة ويغفر لهم.

وأما عصية فهم الذين قتلوا القراء ببئر معونة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت عليهم.

مح: قال القاضي: هو من حسن الكلام والمجانسة في الألفاظ مأخوذ من سالمته إذا لم تر منه مكروهاً، وكأنه دعا لهم بأن يضع الله عنهم التعب الذي كانوا فيه.

الحديث السابع عن أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله: ((ليس لهم مولى)) جملة مقررة للجملة الأولى على الطرد العكس، وفي تمهيد ذكر الله لذكر رسوله وفي تخصيص ذكر الرسول إيذان بمكانته ومنزلته عند الله وإشعار بأن توليه إياهم بلغ مبلغاً لا يقدر قدره ولا يكتنه كنهه.

<<  <  ج: ص:  >  >>