للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفتنة الدنيا، وعذاب القبر)) وإذا أصبح قال أيضا: ((أصبحنا، وأصبح الملك لله)وفي رواية: ((ربي إني أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر)) رواه مسلم.

٢٣٨٢ - وعن حذيفة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده، ثم يقول: ((اللهم باسمك أموت وأحيا)).وإذا استيقظ قال: ((الحمدلله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور)) رواه البخاري.

٢٣٨٣ - وعن مسلم عن البراء.

ــ

والثناء عليه، والشكر له، ثم طلب استمرار ذلك في بدخوله في الليل، واستعاذ مما يمنعه مما كان فيه في اليوم قائلا: ((أسألك من خير هذه الليلة)) إلي آخره. قوله: ((من خير هذه الليلة)) أي من خير ما ينشأ فيها، و ((خير ما فيها))، أي خير ما سكن فيها، قال الله تعالي:} وله ما سكن في الليل والنهار {.

قوله: ((من الكسل)) ((تو)):الكسل التثاقل عما لا ينبغي التثاقل عنه، ويكون ذلك لعدم انبعاث النفس للخير مع ظهور الاستطاعة. و ((الهرم)) كبر السن الذي يؤدي إلي تماذق الأعضاء، وتساقط القوى، وإنما استعاذ منه؛ لكونه من الأدواء التي لا دواء لها، والمراد بسوء الكبر ما يورثه كبر السن من ذهاب العقل، والتخابط في الرأي، وغير ذلك مما يسوء به الحال. أقول: يمكن أن يراد بالفقرات كلها معنى الترقي، استعاذ أولا من الكسل، أي أعوذ أن أتثاقل في الطاعة مع استطاعتي، ثم من الهرم الذي فيه سقوط بعض الاستطاعة، فيقوم ببعض وظائف العبادات، ثم من سوء الكبر الذي يصير فيه كالحلس الملقى علي الأرض، لا يصدر منه شيء من الخيرات، فيطابق هذا تفسيرنا قوله: ((أمسينا وأمسى الملك لله)).

قوله: ((سوء الكبر)) ((نه)): ((الكبر)) يروى بسكون الباء وفتحها، فالسكون بمعنى البطر، والفتح بمعنى الهرم. ((خط)):والفتح أصح. أقول: والدراية أيضا تساعد الرواية؛ لأن الجمع بين البطر والهرم بالعطف، كالجمع بين الضب والنون، والتنكير في ((عذاب)) للتهويل والتفخيم. قوله: ((ذلك)) المشار ما سبق بإبدال ((أمسينا))، و ((أمسى)) بـ ((أصبحنا))،و ((أصبح)).

الحديث الثاني عن حذيفة رضي الله عنه: قوله: ((من الليل)) صلة لـ ((أخذ)) علي طريق الاستعارة، فإن لكل أحد حظا منه، وهو السكون والنوم فيه، فكأنه يأخذ منه حظه ونصيبه، قال الله تعالي:} جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه {فالمضجع علي هذا يكون مصدرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>