٧٠ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان)). متفق عليه.
٧١ - وعن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه يفتنون الناس، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول:
ــ
الحديث الثامن عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((صياح المولود)) الحديث غني عن الشرح لوضوحه.
الحديث التاسع عن جابر: قوله: ((يضع عرشه في الماء)) يحتمل بأن يجري على ظاهره، ويكون من جملة تمرده وطغيانه جعل عرشه على الماء، كما في قوله تعالى:{وكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ}، وأن يجري على الكناية الإيمائية، عبر عن استيلائه على إغوائه الخلق، وتسلطه على إضلالهم بهذه العبارة.
قال صاحب الكشاف في قوله تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}: لما كان الاستواء على العرش، وهو سرير الملك مما يردف الملك، جعلوه كناية عن الملك، فقالوا: استوى فلان على العرش، يريدون الملك – وإن لم يقعد على السرير البتة. و ((السرايا)) جمع سرية، وهي قطيعة من الجيش يوجهها حاكم إلى جهة؛ لأن ينال من العدو. ((نه)): طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة تبعث إلى العدو سموا بذلك؛ لأنهم يكونون خالصة العسكر وخيارهم، من الشيء السري النفيس. وقيل: سموا بذلك؛ لأنهم ينفذون سرا وخفية، وليس بالوجه؛ لأن لام السر راء وهذه ياء.
قوله:((فتنة)) الفتنة الابتلاء والامتحان، وأصله من فتنت الفضة إذا أدخلتها على النار؛ لتعرف جيدها من رديئها، وفتن فلان بفلانة أي بلي بهواها، وسميت بها المعاصي. ((ويجيء أحدهم)) جملة مبينة لقوله: ((أعظمهم فتنة)) وقولهم: ((نعم أنت)) أي نعم العون أنت، ((أراه)) أظنه، المضمر المرفوع فيه راجع إلى الأعمش، والمنصوب إلى جابر، ((فيلتزمه)) ويجوز أن يكون بدله، وذلك أن النكاح عقد شرعي يستحل به التزوج، وهو يريد حل ما عقده الشرع؛ ليستبيح ما حرمه فيكثر الزنا، وأولاد الزنا، فيفسدوا في الأرض، ويهتكوا حدود الشرع،