٢٢٥١ - عن أنس [رضي الله عنه] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها، حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع)) [٢٢٥١].
٢٢٥٢ - زاد في رواية عن ثابت البنإني مرسلا ((حتى يسأله الملح، وحتى يسأله شسعه إذا انقطع)). رواه الترمذي [٢٢٥٢].
٢٢٥٣ - وعن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه. [٢٢٥٣]
٢٢٥٤ - وعن سهل بن سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كان يجعل أصبعيه حذاء منكبيه، ويدعو.
ــ
الإجابة؛ لما علم ذلك بطريق الأولوية، يدل عليه قوله تعالي:((ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا علي وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك)) حيث أوقع ((حملته أمه- إلي قوله- في عامين)) اعتراضا بين المفسر أعني ((أن اشكر لي)) والمفسر أي ((وصينا))، وفائدة الاعتراض التوكيد في التوصية في حقهما، خصوصا في حق الوالدة لما تكابد من مشاق الحمل والرضاع.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((حتى يسأل شسع نعله)) ((نه)): الشسع أحد سيور النعل، وهو الذي يدخل بين الأصبعين، ويدخل طرفه في النقب الذي في صدر النعل المشدود في الزمام. والزمام السير الذي يدخل فيه الشسع. وقد ذكرنا في - فتوح الغيب - أن الرحمن أبلغ من الرحيم؛ لأنه دل علي جلائل النعم، والرحيم علي دقائقها، فيكون من باب التتميم لا الترقي، ولو لمح فيه هذا المعنى لكان من باب الترقي؛ لأن طلب أحقر الأشياء من أعظم العظماء أبلغ في الطلب من طلب الشيء العظيم منه، ومن ثم قال:((ليسأل)) وكرره؛ لأنه يدل علي أن لا منع هناك، ولا رد للسائل عما طلب. وفيه أن العبد لا يلتجئ ولا يظهر الافتقار إلا إلي الله تعالي، ولا يستعين إلا به، ولا يتوكل إلا عليه.
الحديث الثاني والثالث عن سهل: قوله: ((كان يجعل أصبعيه)) دل هذا الحديث علي القصد في رفع اليدين، والسابق علي الزيادة علي القصد.