للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٢٥٩ - وعن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مسلم يدعو لدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها)) قالوا: إذن نكثر. قال: ((الله أكثر)). رواه أحمد. [٢٢٥٩]

٢٢٦٠ - وعن ابن عباس [رضي الله عنهما]، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((خمسُ دعوات يستجابُ لهنَّ: دعوة المظلوم حتى ينتصرَ، ودعوة الحاج حتى يصدر، ودعوة المجاهد حتى يقعد، ودعوة المريض حتى يبرأ، ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب)) ثم قال: ((وأسرع الدعوات إجابة دعوة الأخ بظهر الغيب)) رواه البيهقي في ((الدعوات الكبير)). [٢٢٦٠]

ــ

الحديث السابع عن أبي رضي الله عنه: قوله: ((فدعا له)) عطف علي الشرط، وجزاؤه ((بدأ)) فدل بالمفهوم علي: أنه إذا لم يحصل الشرط المقيد لم يوجد الجزاء؛ لأن الدعاء بعد الذكر يدل علي سابقة فيهتم بدعائه فبدأ بنفسه؛ ليكون أقرب إلي الإجابة ووسيلة إلي الفوز.

الحديث الثامن عن أبي سعيد: قول: ((قال الله أكثر)) أي أكثر إجابة من دعائكم. المعنى أن غاية الله تعالي في بابها أكثر وأبلغ من دعائكم في بابه، وهو قريب من قوله: العسل أحلي من الخل، والصيف أحر من الشتاء، وإنما جيء ((أكثر)) بالثاء المثلثة مشاكلة لقولهم: ((نكثر)).

الحديث التاسع عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((حتى ينتصر)) ((حتى)) في القرائن الأربع بمعنى ((إلي)) كقولك: سرت حتى تغيب الشمس؛ لأن ما بعدها غير داخل فيما قبلها. فدعوة المظلوم مستجابة إلي أن ينتصر، أي ينتقم من ظالمه إما باللسان أو باليد، ودعوة الحاج حتى يفرغ من أعماله، ويصدر إلي أهله، ودعوة المجاهد حتى يقعد ما استتبت به مجاهدته، يعني حتى يفرغ منها. فإن قلت هذا يوهم أن دعاء هؤلاء الأربع لا يستجاب بعد ذلك, وكذا دعاء الغائب إلي أن يحضر؟ قلت: نعم، لكن الأسباب مختلفة فيكون سبب الإجابة حينئذ أمرًا آخر غير المذكور. وإنما كان دعاء الغائب أسرع إجابة؛ لأنه أقرب إلي الإخلاص، وأنه تعالي يعينه في دعائه كما ورد: ((إن الله تعالي في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه المسلم))، ومن ثم صرح بذكر الأخ في الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>