للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السيئات ثم يعمل الحسنات، كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة، قد خنقته ثم عمل حسنة، فانفكت حلقة ثم عمل حلقة أخرى فانفكت أخرى، حتى تخرج إلي الأرض)) رواه في ((شرح السنة)) [٢٣٧٥].

٢٣٧٦ - وعن أبي الدرداء: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقص علي المنبر وهو يقول:} ولمن خاف مقام ربه جنتان {قلت: وإنى زنى وإن سرق؟ يا رسول الله! فقال الثانية:} ولمن خاف مقام ربه جنتان {فقلت الثانية: وإن زنى وإن سرق؟ يا رسول الله! فقال الثالثة:} ولمن خاف مقام ربه جنتان {فقلت الثالثة: وإن زنى وإن سرق؟ يا رسول الله! قال: ((وإن رغم أنف أبي الدرداء)).رواه أحمد. [٢٣٧٦]

٢٣٧٧ - وعن عامر الرام، قال: بينا نحن عنده، يعني عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أقبل عليه كساء وفي يده شيء قد التف عليه، فقال: يا رسول الله! مررت بغيضة

ــ

يعني عمل السيئات يضيق صدر عامله ورزقه، ويحيره في أمره، فلا تتيسر له أموره، ويبغضه عند الناس، فإذا عمل الحسنات تزيل حسناته سيئاته، فإذا زالت انشرح صدره، وتوسع رزقه، وتيسر له أموره، وصار محبوبا في قلوب الناس. و ((خنقته)) أي عصر حلقه وترقوته من ضيق تلك الدرع، ومعنى قوله: ((حتى تخرج إلي الأرض)) انحلت وانفكت حتى تسقط تلك الدرع، ويخرج صاحبها من ضيقها، فقوله: ((تخرج إلي الأرض)) كناية عن سقوطها.

الحديث الثاني عن أبي الدرداء رضي الله عنه: قوله: ((مقام ربه)) موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب يوم القيامة، قال تعالي:} يوم يقوم الناس لرب العالمين {ويجوز أن يراد به أن الله قائم عليه، أي حافظ ومهيمن، من قوله:} أفمن هو قائم علي كل نفس بما كسبت {فهو يراقب ذلك، ولا يجسر علي معصية. ومعنى التثنية في ((جنتان)) أن له جنة لفعل الطاعات، وجنة لترك المعاصي، أو جنة يثاب بها وأخرى تضم إليها علي وجه التفضيل.

الحديث الثالث عن عامر: قوله: ((بغيضة شجر)) الغيضة هي الشجر الملتف، وإضافتها إلي

<<  <  ج: ص:  >  >>