للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٧٩٩ - وعن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((التجار يحشرون يوم القيامة فجاراً، إلا من اتقى وبر وصدق)) رواه الترمذي، وابن ماجه، والدارمي. [٢٧٩٩]

٢٨٠٠ - وروى البيهقي في ((شعب الإيمان)) عن البراء.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح [٢٨٠٠].

[وهذا الباب خالد من الفصل الثالث]

ــ

في الحديث ((لا شوب ولا روب)) أي لا غش ولا تخليط في شرى أو بيع، وأصل الشوب الخلط، والروب من اللبن الرائب لخلطه بالماء، أقول: ربما يحصل من الكلام الساقط وكثرة الحلف كدورة في النفس، فيحتاج إلي إزالتها وصفائها، أمر بالصدقة ليزيل تلك الكدورة ويصفيها، وفيه أشار بكثرة الصدق؛ فإن الماء القليل الصافي لا يكتسب من الكدر إلا كدورة. وقيل: إن اللغو والحلف يوجبان سخط الله تعالي، والصدقة تطفئ غضب الرب، ولفظ الشوب لا يساعد علي هذا المعنى.

الحديث الثالث عن عبيد: قوله: ((التجار)) ((قض)): لما كان من ديدن التجار التدليس في المعاملات، والتهالك علي ترويج السلع بما تيسير لهم من الإيمان الكاذبة ونحوها، حكم عليهم بالفجور، واستثنى منهم إلا من اتقى المحارم وبر في يمينه وصدق في حديثه، وإلي هذا ذهب الشارحون، وحملوا هذا الحديث علي ما قبله، وعللوا الفجور باللغو والحلف، فهلا حملوه علي حديث أبي سعيد ((التاجر الصدوق الأمين مع النبيين)) لأن الفجار قوبل بالأبرار في قوله تعالي: {إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم} وقوله: {إن كتاب الفجار لفي سجين} وقوله: {إن كتاب الأبرار لفي عليين} فمن تحرى الصدق والأمانة في تجارته، كان في زمرة الأبرار من النبيين والصديقين، ومن توخي خلافهما، كان في قرن الفجار من الفسقة والعاصين. ((غب)): أصل الفجر شق الشيء، شقاً واسعًا، قال تعالي: {وفجرنا خلالهما نهراً} والفجور شق ستر الديانة، يقال: فجر فجوراً فهو فاجر وجمعه فجار وفجرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>