٣٦٥١ - وعن ديلم الحميري، قال: قلت لرسول اله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! إنا بأرض باردة، ونعالج فيها عملاً شديداً، وإنا نتخذ شراباً من هذا القمح نتقوى به علي أعمالنا، وعلي برد بلادنا. قال:((هل يسكر؟)) قلت: نعم. قال:((فاجتنبوه)). قلت: إن الناس غير تاركيه. قال:((إن لم يتركوه فقاتلوهم)). رواه أبو داود. [٣٦٥١]
٣٦٥٢ - وعن عبد الله بن عمرو: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن الخمر والميسر والكوبة والغبيراء، وقال:((كل مسكر حرام)). رواه أبو داود.
٣٦٥٣ - وعنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:((لا يدخل الجنة عاق، ولا قمار، ولا منان. ولا مدمن خمر)). رواه الدارمي. وفي رواية له:((ولا ولد زنية)) بدل ((قمار)).
٣٦٥٤ - وعن أبي أمامة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالي بعثني رحمة
ــ
الحديث الثاني عن ديلم: قوله: ((نعالج)) أي نمارس ونزاول، و ((القمح)) البر، وإنما أتى بهذا ووصفه به، لمزيد البيان، وأنه من هذا الجنس وليس من جنس ما يتخذ منه السكر، كالعنب والزبيب والتمر.
الحديث الثالث عن عبد الله: قوله: ((والكوبة)) ((نه)): هي النرد، وقيل: الطبل وقيل: [البربط]، و ((الغبيراء)) ضرب من الشراب يتخذه الحبش من الذرة، ويسمى [السكركة] أي هي مثل الخمر الذي يتعارفها جميع الناس لا فصل بينهما في التحريم
الحديث الرابع عن عبد الله: قوله: ((والمنان)) المنان هو الذي لا يعطي شيئاً إلا منه واعتد به علي من أعطاه، وهو مذموم؛ لأن المنة تفسد الصنيعة، ويحتمل أن يراد به انقطاع للرحم من أي قطع، ومنه قوله:{لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} ويؤيد هذا الاحتمال حديث أبي موسى الذي يأتي. وقوله:((لا يدخل الجنة)) أشد وعيداً من لو قيل: يدخل النار لأنه يرجى منه الخلاص، وفيه تغليظ وتشديد علي ولد الزنية تعريضاً بالزإني لئلا تورطه في السفاح، فيكون سبباً لشقاوة نسمة بريئة. ومما يؤذن أن تغليظ وتشديد سلوك ولد الزنية في قرن العاق والمنان والقمار ومدمن الخمر، ولا ارتياب أنهم ليسوا من زمرة من لا يدخل الجنة أبداً. وقيل: إن النطفة إذا خبثت خبث الناشيء منها، فيجترئ علي كل معصية فتؤديه إلي الكفر الموجب للخلود.
الحديث الخامس عن أبي أمامة: قوله: ((المعازف)) ((نه)): العزف اللعب بالمعازف وهي