للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٧٤١ - وعن عبد الله بن أبي أوفي, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله مع القاضي ما لم يجر، فإذا جار تخلي عنه ولزمه الشيطان)) رواه الترمذي، وابن ماجه. وفي رواية: ((فإذا جار وكله إلي نفسه)). [٣٧٤٠]

٣٧٤٢ - وعن سعيد بن المسيب: أن مسلما ويهوديا اختصما إلي عمر, فرأي الحق لليهودي, فقضى له عمر به. فقال له اليهودي: والله لقد قضيت بالحق, فضربه عمر بالدرة, وقال: وما يدريك؟ فقال اليهودي: والله إنا نجد في التوراة انه ليس قاض يقضي بالحق, إلا كان عن يمينه ملك, وعن شماله ملك, يسددانه ويوفقانه للحق ما دام مع الحق, فإذا ترك الحق؛ عرجا وتركاه. رواه مالك. [٣٧٤٢]

٣٧٤٣ - وعن ابن موهب: أن عثمان بن عفان [رضي الله عنه] , قال لابن عمر: اقض بين الناس. قال: أوتعافيني؟ يا أمير المؤمنين! قال: وما تكره من ذلك وقد كان أبوك يقضي؟ قال: لأتي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كان قاضيا فقضى بالعدل؛ فبالحري أن ينقلب منه كفافا)). فما راجعه بعد ذلك. رواه الترمذي. [٣٧٤٣].

ــ

فيه. ويجوز أن يكون يوم القيامة منصوبا علي الظرف, أي ليأتين عليه يوم القيامة من البلاء ما يتمنى أنه لم يقض, فإذا الفاعل يتمنى بتقدير ((أن)) وقد عبر عن السبب بالمسبب؛ لأن البلاء سبب التمني. والتقيد بالعادل والثمرة تتميم لمعنى المبالغة مما نزل به البلاء.

الحديث الثالث عن عبد الله: قوله: ((وكله)) الجوهري: وكله إلي نفسه وكلا ووكولا, وهذا الأمر موكول إلي رأيك, وفرس واكل, يتكل علي صاحبه في العدو, وواكلت فلانا موكلا إذا اتكلت عليه واتكل هو عليك.

الحديث الرابع عن سعيد: قوله: ((فضربه عمر بالدرة)) فإن قلت: لم ضربه وليس بمستحق به لأنه صدقه, وكيف يطابق جواب اليهودي: ((والله إنا نجد في التوراة)) إلي آخره لقوله: ((وما يدريك))؟. قلت: لم يضربه ضربا مبرحا للتأديب بل لإصابته كما يجري بين الناس علي سبيل المطايبة. وتطبيق الجواب أن عمر رضي الله عنه لو مال عن الحق لقضى للمسلم علي اليهودي, فلم يكن مسددا فلما قضى له عرف بتشديده وثباته وعدم ميله من غير تغيير أنه موفق مسدد.

الحديث الخامس عن ابن موهب: قوله: ((أوتعافيني)) أي أترحم علي وتعافيني؟ وهو استعطاف علي سبيل الدعاء, و ((فقضى بالعدل)) عطف علي الشرط, وقوله: ((فبالحري أن ينقلب))

<<  <  ج: ص:  >  >>