الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((كلا، والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم؛ لتشتغل عليه نارا)). فلما سمع ذلك الناس جاء رجل بشراك أو شراكين إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال:((شراك من نار أو شراكان من نار)). متفق عليه.
٣٩٩٨ - وعن عبد الله بن عمرو، قال: كان علي ثقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة، فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((هو في النار)) فذهبوا ينظرون فوجدوا عباءة قد غلها. رواه البخاري.
٣٩٩٩ - وعن ابن عمر، قال: كنا نصيب في مغازينا العسل والعنب فنأكله ولا نرفعه. رواه البخاري.
ــ
بأنهم قطعوا علي أنه الآن في الجنة يتنعم فيها، وأدخل ((كلا)) ليكون ردعا لحكمهم وإثباتا لما يعده، وينصره الرواية الأخرى، ((إني رأيته في النار)). وقوله:((نارا)) تمييز وفيه مبالغة أي الشملة اشتعلت وصارت بجملتها نارا، كقوله تعالي:{واشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا}.
قوله:((شراكين من نار)) ((نه)): الشراك أحد سيور النعل التي تكون علي وجهها. ((مح)): فيه تنبيه علي المعاقية بهما، إما بنفسهما أي يغلي بهما وهما من نار أو هما سببان لعذاب النار. وفيه غلظ تحريم الغلول، وأنه لا فرق بين قليله وكثيره في التحريم حتى الشراك، وأن الغلول يمنع من إطلاق اسم الشهادة علي من غل، وجواز الحلف بالله من غير ضرورة، وأن من رد شيئا مما غل يقبل منه ولا يحرق متاعه. وأما حديث:((من غل فأحرقوا متاعه)) فضعيف بين ابن عبد البر وغيره ضعفه، قال الطحاوي: لو كان صحيحا لكان منسوخا.
الحديث الرابع عشر عن عبد الله: قوله: ((علي ثقل النبي صلى الله عليه وسلم)) ((فا)): هو بالتحريك المتاع المحمول علي الدابة، في الغريبين: العرب تقول: لكل خطير نفيس ثقل.
قوله:((كركرة)) ((مح)): هو بفتح الكاف الأولي وكسرها والثانية مكسورة فيهما.
قوله:((فذهبوا)) الفاء عاطفة علي محذوف، أي سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحققوا أن سبب وروده النار هو الغلول، مع كونه علي ثقله فذهبوا ينظرون. قوله:((عباءة)) الجوهري: العباء والعباءة ضرب من الأكسية والجمع العباءات.
الحديث الخامس عشر عن عبد الله: قوله: ((ولا نرفعه)) يحتمل أن يريد أنا لا نرفعه إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونستأذنه في أكله؛ لما سبق منه الإذن، وأن يريد نأكله ولا ندخره.
الحديث السادس عشر عن عبد الله بن مغفل: قوله: ((من شحم)) ((من)) بيان وهو صفة