٤٠٢٥ - وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: دنا النبي صلى الله عليه وسلم من بغير فأخذ وبرة من سنامه، ثم قال:((يا أيها الناس إنه ليس لي من هذا الفيء شيء ولا هذا – ورفع اصبعه – إلا الخمس، والخمس مردود عليكم، فأدوا الخياط والمخيط)) فقام رجل في يده كبة من شعر، فقال: أخذت هذه لأصلح بها بردعة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لك)) فقال: أما إذا بلغت ما أرى فلا أرب لي فيها، ونبذها. رواه أبو داود. [٤٠٢٥]
٤٠٢٦ - وعن عمرو بن عبسة، قال: صلي بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي بعير من المغنم، فلما سلم أخذ وبرة من جنب البعير ثم قال:((ولا يحل لي من غنائمكم مثل هذا إلا الخمس، والخمس مردود فيكم)). رواه أبو داود. [٤٠٢٦]
٤٠٢٧ - وعن جبير بن مطعم، قال: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم ذوي القربى بين بني هاشم وبني المطلب أتيته أنا وعثمان بن عفان، فقلنا: يا رسول الله هؤلاء إخواننا من بني هاشم، لا ننكر فضلهم لمكانك الذي وضعك الله منهم، أرأيت
ــ
الحديث الرابع والعشرون عم عمرو: قوله: ((ولا هذا)) تأكيد وهو إشارة إلي الوبرة علي تأويل شيء، والمستثنى بالرفع علي البدل وهو الأفصح ويجوز النصب.
قوله:((كبة)) ((المغرب)): الكبة من الغزل بالضم والجر وهق*، وكذا في الصحاح. قوله:((وأما ما كان لي)) ((أما)) للتفصيل وقرينتها محذوفة، أي وأما ما كان لي فهو حل لك. وما كان للغانمين فعليك بالاستحلال من كل واحد. وقوله:((أما إذا بلغت)) هذه الكبة إلي ما أرى من الضايقة فلا حاجة لي إليها، أو إذا بلغت القضية إلي هذه الغاية.
الحديث الخامس والعشرون عن عمرو: قوله: ((إلي بعير)) أي مستقبلا إليه ((ولا يحل)) عطف علي محذوف وهو مقول القول، أي لا أنصرف ولا يحل.
الحديث السادس والعشرون عن جبير: قوله: ((لمكانك)) كنى ((بمكانك)) عن ذاته الزكية صلى الله عليه وسلم، كما في قوله تعالي:{ولِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} علي قول، وكما تقول: أخاف جانب فلان وفعلت هذا لمكانك. وحق الظاهر أن يقال: الذي وضعه؛ ليرجع إلي الموصول، فأقام ضمير الخطاب مقام ضمير الغائب نظرا إلي لفظ ((مكانك)) وقريب منه:
أنا الذي سمتني أمي حيدره
و ((من)) في ((منهم)) ابتدائية متعلقة بوضع، أي أنشأ وأصدر وضعك منهم، أي لا ننكر فضلهم لأن الله تعالي أنشأك منهم لا منا.