يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده، وإنا حضرنا معه مرة طعاما، فجاءت جارية كأنها تدفع، فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع، فأخذه بيده. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها، فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به، فأخذت بيده، والذي نفسي بيده، إن يده في يدى مع يدها)). زاد في رواية: ثم ذكر اسم الله وأكل. رواه مسلم.
٤٢٣٨ - وعن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يشتري غلاما، فألقى بين يديه تمرا فأكل الغلام فأكثر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن كثرة الأكل شؤم)) وأمر برده. رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٤٢٣٨]
٤٢٣٩ - وعن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيد إدامكم الملح)). رواه ابن ماجه. [٤٢٣٩]
٤٢٤٠ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا وضع الطعام فاخلعوا نعالكم؛ فإنه أروح لأقدامكم)). [٤٢٤٠]
٤٢٤١ - وعن أسماء بنت أبي بكر: أنها كانت إذا أتيت بثريد أمرت به فغطى، حتى تذهب فورة دخانه، وتقول: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((هو أعظم للبركة)). رواهما الدارمي. [٤٢٤١]
ــ
سرعتها كأنها مطرودة أو مدفوعة. قوله:((إن يده في يدي مع يدها)) الظاهر يدهما كما جاء في رواية أخرى، أي يد الشيطان مع يد الرجل والجارية في يدي. ((مح)): أما عن رواية يدها بالإفراد فالضمير للجارية وهي أيضا مستقيمة؛ لأن إثبات يدها لا ينفي يد الأعرابي. وإذا صلحت الرواية بالإفراد وجب قبولها وتأويلها والله أعلم.
الحديث الثالث والرابع عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((سيد إدامكم الملح)) لأنه أقل مؤنة واقرب إلى القناعة؛ ومن ثم اقتنع به أكثر العارفين.
الحديث الخامس والسادس عن أسماء: قوله: ((فورة دخانه)) أي غليان بخاره و ((حتى)) ليست بمعنى ((كي)) بل لمطلق الغاية. وقوله:((أعظم للبركة)) أي عظيم البركة.