٤٤٩٤ - وعنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزاة، فأخذت نمطاً فسترته على الباب، فلما قدم، فرأي النمط، فجذبه حتى هتكه، ثم قال:((إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين)). متفق عليه.
٤٤٩٥ - وعنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله)). متفق عليه.
٤٤٩٦ - وعن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو شعيرة)). متفق عليه.
٤٤٩٧ - وعن عبد الله بن مسعود، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أشد الناس عذاباً عند الله المصورون)). متفق عليه.
ــ
فإن قلت: كيف التوفيق بين هذا الحديث والحديث السابق؟. قلت: التماثيل إذا حملت على غير الصور المحرمة يكون علة الهتك ما يجئ في الحديث الذي يتلوه: إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين)). وإذا حملت على التصوير يكون استعمالها في النمارق بقطع الرءوس. ((مح)): معنى ((هتكه)) قطعه وأتلف الصور التي فيه.
الحديث السادس عن عائشة رضي الله عنها:((فرأي النمط)) عطف على محذوف، هو جواب ((لما)) أي دخل فرأي. والنمط ضرب من البسط، له خمل رقيق، والجمع أنماط، ((مح)): وكان فيه صور الخيل ذوات الأجنحة، فأتلف صورها. واستدل به على جواز اتخاذ الوسائد، وعلى أنه يمنع من ستر الحيطان، وهو كراهة تنزيه لا تحريم. قوله صلى الله عليه وسلم:((لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين)) لا يدل على النهي عنه ولا على الواجب والندب. وفيه تغيير المنكر باليد، والغضب عند رؤية المنكر.
الحديث السابع عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((يضاهون)) ((قض)): أي يشابهون فيفعلون ما يضاهي خلق الله، أي مخلوقة أو يشبهون فعلهم لفعله، أي في التصوير والتخليق.
الحديث الثامن والتاسع عن عبد الله بن مسعود: قوله: ((أشد الناس عذاباً)) ((شف)): الرواية المشهورة في هذا الحديث ((إن من أشد الناس عذاباً المصورون)) بالرفع، هكذا أورد ابن مالك في شرحه واعتذر عن الرفع فقال: قال الكسائي: ((من)) زائدة. وقال بعضهم: هاهنا ضمير الشأن مقدر، أي: إنه من أشد الناس عذاباً المصورون.