٤٧١٣ - وعن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في مجلس احتبى بيديه. [٤٧١٣]
٤٧١٤ - وعن قيلة بنت مخرمة، أنها رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وهو قاعد القرفصاء. قالت: فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المتخشع أرعدت من الفرق. رواه أبو داود. [٤٧١٤]
٤٧١٥ - وعن جابر بن سمرة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء. رواه أبو داود. [٤٧١٥]
ــ
يمد ويقصر. فإذا قلت: قعد القرفصاء فكأنك قلت: قعودا مخصوصا، وهو أن يجلس على إليتيه ويلصق فخذيه ببطنه ويحتبى بيديه يضعهما على ساقيه. وقيل: أن يجلس على ركبتيه متكئا ويلصق بطنه بفخذيه ويتأبط كفيه. ((تو)): ((المتخشع)) يجوز أن يكون نعتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يكون مفعولا ثانيا ويكون التقدير: الرجل المتخشع. ((قض)):المتخشع صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز أن يجعل ثاني مفعولي ((رأيت))؛لأنه ها هنا بمعنى أبصرت.
أقول: سلك الشيخ التوربشتي مسلك التجريد، جرد من ذاته الزكية الرجل المتخشع وجعله شخصا آخر، وهو مبالغة لكمال التخشع فيه وإلقاء رداء الهيبة عليه؛ ومن ثم قالت:((أرعدت من الفرق)).ونحوه قوله تعالى:} فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان {الكشاف: قرأ عبيد بن عمير ((وردة)) بالرفع بمعنى: فحصلت سماء وردة وهو من الكلام الذي يسمى التجريد كقوله:
فلئن بقيت لأرحلن بغزوة تحوي الغنائم أو يموت كريم
والتفعل هنا ليس للتكلف بل هو لزيادة المعنى، والمبالغة فيه كما في أسماء الله تعالى من نحو المتكبر.
الحديث الرابع عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((حسناء)) ((قض)):قيل: الصواب ((حسنا)) على