٤٨٦٢ - وعن صفوان بن سليم، أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانا؟ قال:((نعم)) فقيل له: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال:((نعم)).فقيل: أيكون المؤمن كذابا؟ قال:((لا)).رواه مالك والبيهقي في ((شعب الإيمان)) مرسلا. [٤٨٦٢]
٤٨٦٣ - وعن ابن مسعود، قال:((إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل، فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون؛ فيقول الرجل منهم: سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث)) رواه مسلم.
٤٨٦٤ - وعن عمران بن حطان، قال: أتيت أبا ذر فوجدته في المسجد محتبيا بكساء أسود وحده. فقلت: يا أبا ذر! ما هذه الوحدة؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الوحدة خير من جليس السوء، والجليس الصالح خير من الوحدة وإملاء الخير خير من السكوت، والسكوت خير من إملاء الشر)). [٤٨٦٤]
ــ
والطباع ما ركب في الإنسان من جميع الأخلاق التي لا يكاد يزاولها من الخير والشر، انتهى كلامه. وإنما كانت الخيانة والكذب منافيين لحاله؛ فإن الإيمان إفعال من الأمن وحقيقته آمنه التكذيب والمخالفة؛ ولأنه حامل أمانة الله تعالى، فينبغي أن يكون أمينا لا خائنا.
((غب)):أصل الأمن طمأنينة النفس وزوال الخوف، والأمن والأمانة والأمان في الأصل مصادر. ويجعل الأمان تارة اسما للحالة التي يكون عليها الإنسان في الأمن، وتارة اسما لما يؤمن عليه الإنسان نحو} وتخونوا أماناتكم {.
الحديث الثالث والرابع عن ابن مسعود رضي الله عنه: قوله: ((إن الشيطان ليتمثل)) فيه تنبيه على التحري فيما يسمع من الكلام وأن يتعرف من القائل؟ أهو صادق يجوز النقل عنه، أو كاذب يجب الاجتناب عن نقل كلامه؟ على ما ورد:((كفي بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع)).