للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠٩٤ - وفي رواية ابن عباس: ((فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر)) رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٥٠٩٤]

٥٠٩٥ - وعن معاذ، قال: كان آخر ما وصاني به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: ((يا معاذ! أحسن خلقك للناس)). رواه مالك. [٥٠٩٥]

٥٠٩٦ - وعن مالك، بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: ((بعثت لأتمم حسن الأخلاق)) رواه في ((الموطأ)). [٥٠٩٦]

٥٠٩٧ - ورواه أحمد عن أبي هريرة [٥٠٩٧]

ــ

الجمع اثنان. وفيه رائحة من التجريد! حيث جرد من الإيمان شعبة منه، وجعلها قرينا له على سبيل الاستعارة، كأنهما رضيعا لبان ثدي أم تقاسما أن لا يتفرقا.

الحديث الثالث عن معاذ رضي الله عنه: قوله: ((في الغرز)) ((نه)): الغرز: ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو خشب. وقيل: هو الكور مطلقاً مثل الركاب للسرج، انتهى كلامه. قوله: ((أن قال)) خبر ((كان)) و ((حين وضعت)) ظرف. قاله حين بعثه إلى اليمن للقضاء وصاه ليجامل الناس بحسن الخلق.

الحديث الرابع عن مالك: قوله: ((بلغه)) هذا يحتمل أن يكون متصلا، وراوي مالك لم يذكر الاتصال وأن يكون مرسلا، وإن لم يذكر مالك التابعي ولا الصحابي. وقيل: إنه منقطع. وقوله: ((لأتمم حسن الأخلاق)) يحتمل أن يراد به أنه كملها بعد النقصان، وأنه جمعها بعد التفرقة، وعليه قوله تعالى: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتداه}.

قال الإمام فخر الدين: الآية دالة على فضله صلوات الله عليه على سائر الأنبياء! لأنه تعالى أمره بالاقتداء بهم، ولابد من امتثاله لذلك الأمر، فوجب أن يجتمع فيه جميع خصائلهم وأخلاقهم المتفرقة، وإلى المعنى الأول أشار صلى الله عليه وسلم بقوله: ((مثلي ومثل الأنبياء كمثل قصر أحسن بنيانه ترك منه موضع لبنة)) إلى قوله: ((فكنت أنا سددت موضع تلك اللبنة، حتم بين البنيان)).

<<  <  ج: ص:  >  >>