أدناكم)) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير)). رواه الترمذي. [٢١٣].
٢١٤ - ورواه الدارمي عن مكحول مرسلاً، ولم يذكر: رجلان. وقال:((فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، ثم تلا هذه الآية:{إنما يخشى الله من عباده العلماء})) وسرد الحديث إلى آخره [٢١٤].
ــ
الصنعاني. وشبه صلى الله عليه وسلم بالقمر ليلة البدر فيما رويناه عن الترمذي عن جابر بن سمرة قال:((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة أضحيان، فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر، وعليه حلة حمراء، فإذا هو أحسن من القمر)). والمبالغة التي تعطيها ((أدناكم)) تقرب منها في قوله صلى الله عليه وسلم: ((سائر الكواكب))؛ لأن فضل القمر على بقية الكواكب أجمع يستلزم ذلك التفاوت العظيم بين البدر وبين كوكب هو أدنى الكواكب في الضوء كالسها. وهذا التشبيه ينبهك على أن لابد للعالم من العبادة، وللعابد من العلم؛ لأن تشبيههما برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالصحابة يستدعي المشاركة فيما فضلوا به من العلم والعمل، وكيف والعلم مقدمة للعمل، وصحة العمل متوقفة على اللعم؟.
وقوله:((إن الله وملائكته)) جملة مستأنفة لبيان التفاوت العظيم بين العالم والعابد، وأن نفع العابد مقصور على نفسه، ونفع العلم متجاوز إلى الخلائق حتى النملة. وكذا قوله تعالى:{إنما يخشى الله من عباده العلماء} استشهاد لبيان علة الفضل؛ لأن العالم الحقيقي أعرف بالله وبجلاله وكبرياء شأنه من العابد الذي غلبت عبادته على علمه، فيكون العالم أتقى منه، قال الله تعالى:{إن أكرمكم عند الله أتقاكم} وفي الحديث ((وأرجو أن أكون أتقاكم لله وأعلمكم به)).
وأما عطف ((أهل السموات)) على ((الملائكة)) فتخصيص للملائكة بحملة العرش، وسكان [أمكنتها] من السموات والأرض من الملائكة المقربين، كما ثبت في النصوص، وفي ((يصلون))