٥٢٣٢ - وعن مصعب بن سعد، قال: رأي سعد أن له فضلا على من دونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟!)). رواه البخاري.
٥٢٣٣ - وعن أسامة بن زيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قمت على باب الجنة، فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها من النساء)) متفق عليه.
٥٢٣٤ - وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اطلعت في الجنة، فرأيت أكثر أهلها الفقراء. واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء)) متفق عليه.
ــ
عني. والذي سوغ تجعيد الشهادة هو مراعاة المشاكلة، ولولا ذكر سبوطة الشهادة لامتنع تجعيدها.
الحديث الثاني عن مصعب: قوله: ((أن له فضلا)) أي شجاعة وكرما وسخاوة، فأجابه صلى الله عليه وسلم بأن تلك الشجاعة ببركة ضعفاء المسلمين، وتلك السخاوة أيضا ببركتهم، وأبرزه في صورة الاستفهام؛ ليدل على مزيد التقرير والتوبيخ.
الحديث الثالث عن أسامة رضي الله عنه: قوله: ((وأصحاب الجد))، أصحاب الجد هم الأغنياء والجد – بالفتح – الغنى. قوله:((غير أن أصحاب النار)) ((غير)) بمعنى لكن، والمغايرة بحسب التفريق؛ فإن القسم الأول بعضهم محبوس وبعضهم غير محبوس، والثاني غير محبوس، يدل عليه حديث عبد الله بن عمرو كما سيجيء.
قيل: إن الأغنياء وأرباب الأموال والمناصب محبوسون، حبسوا في العرصات للحساب والجزاء والمكافأة، وقوله:((غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار)) المراد منهم الكفار، أي يساق الكفار إلى النار ويوقف المؤمنون في العرصات للحساب، والفقراء هم السابقون إلى الجنة لفقرهم.
الحديث الرابع عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((اطلعت في الجنة)) ضمن ((اطلعت)) معنى ((تأملت)) و ((رأيت)) بمعنى ((علمت))؛ ولذا عداه إلى مفعولين، ولو كان الإطلاع بمعناه الحقيقي لكفاه مفعول واحد.