للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: ((انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم)).

الفصل الثاني

٥٢٤٣ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام نصف يوم)) رواه الترمذي. [٥٢٤٣]

ــ

وقوله: ((فهو)) أي النظر إلى أسفل في المال والخلق لا إلى من هو فوق حقيق بعدم الازدراء. و ((أن لا تزدروا)) متعلق بـ (أجدر)) على حذف الجار.

((نه)): والازدراء الاحتقار والانتقاص والعيب، وهو افتعال من زريت عليه زراية إذا عبته. وأزريت به إزراء إذا قصرت به وتهاونت. وأصل ازدريت ازتريت وهو افتعل منه، فقلبت التاء دالا لأجل الزاي.

((مح)): هذا حديث جامع لأنواع الخير؛ لأن الإنسان إذا رأي من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى، وحرص على الازدياء؛ ليلحق بذلك أو يقاربه، هذا هو الموجود في غالب الناس. فأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها، ظهرت له نعمة الله تعالى، وشكرها وتواضع وفعل بها الخير.

الفصل الثاني

الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((نصف يوم)) صفة فارقة لأن خمسمائة عام يحتمل أن يراد به ما هو متعارف بين الناس، وأن يراد به ما هو عند الله تعالى لقوله تعالى: {وَإنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ}. وأن يكون عطف بيان أو بدلا منه.

((شف)): فإن قلت: كيف التوفيق بين هذا الحديث والحديث السابق من قوله: ((بأربعين خريفا) قلت: يمكن أن يكون المراد من ((الأغنياء)) في الحديث الأول؛ أغنياء المهاجرين، أي يسبق فقراء المهاجرين إلى الجنة بأربعين خريفا. ومن ((الأغنياء)) في الحديث الثاني: الأغنياء الذين ليسوا من المهاجرين. فلا تناقض بين الحديثين. وقال في جامع الأصول: وجه الجمع بينهما: أن الأربعين أراد بها تقدم الفقير الحريص على الغني الحريص. وأراد بـ ((خمسائة)) تقدم الفقير الزاهد على الغني الراغب. وكان الفقير الحريص على درجتين من خمس وعشرين درجة من الفقير الزاهد. وهذه نسبة الأربعين إلى الخمسمائة. ولا تظنن أن هذا التقرير وأمثاله

<<  <  ج: ص:  >  >>