٥٣٢٠ - وعن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((من كانت نيته طلب الآخرة جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته طلب الدنيا جعل الله الفقر بين عينيه. وشتت عليه أمره، ولا يأتيه منها إلا ما كتب له)) رواه الترمذي، ورواه أحمد. [٥٣٢٠]
٥٣٢١ - والدارمي عن أبان، عن زيد بن ثابت. [٥٣٢١]
٥٣٢٢ - وعن أبي هريرة، قال قلت: يا رسول الله! بينا أنا في بيتي في مصلاي. إذ دخل علي رجل، فأعجبني الحال التي رأنى عليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((رحمك الله يا أبا هريرة! لك أجران: أجر السر وأجر العلانية)) رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب. [٥٣٢٢]
ــ
الذي هو سامع خلقه يعني يفضحه الله. ((فا)): في هذه الرواية ولو روى بالنصب، لكان المعنى: سمع الله به من كان له سمع من خلقه.
الحديث الثالث عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((شمله)) أي أموره المتفرقة، يقال: جمع الله شمله، أي ما تشتت من أمره، وفرق الله شمله، أي ما اجتمع من أمره فهو من الأضداد.
والحديث من باب التقابل والمطابقة، فقوله:((جعل الله غناه في قلبه)) مقابل لقوله: ((جعل الله الفقر بين عينيه)) وقوله: ((جمع له شمله)) لقوله: ((شتت عليه أمره)). وقوله:((وأتته الدنيا وهي راغمة)) لقوله: ((ولا يأتيه منها إلا ما كتب له)) فيكون معنى الأول: وأتته ما كتب له من الدنيا وهي راغمة. ومعنى الثاني: وأتته ما كتب له من الدنيا وهو راغم.
الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((بينا أنا في بيتي في مصلاي إذ دخل)) الحديث. إخبار فيه معنى الاستخبار، يعني هل يحكم على هذا أنه رياء أم لا؟، ولذلك طابقه قوله صلى الله عليه وسلم:((رحمك الله يا أبا هريرة!)). أي أعجبني ما كنت عليه من الخشوع في صلاتي ليقتدي الرائي بي. ((حس)): قيل: معناه فأعجبه رجاء أن يعمل من رآه بمثل عمله، فيكون له مثل أجره. هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم:((من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها)).
الحديث الخامس عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((يختلون)) ((نه)): أي يطلبون الدنيا