٥٣٥٨ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أمرني ربي بتسع: خشية الله في السر والعلانية. وكلمة العدل في الغضب والرضى، والقصد في الفقر والغنى، وأن أصل من قطعني، وأعطي من حرمني، وأعفوا عمن ظلمني، وأن يكون صمتي فكرا، ونطفي ذكرا، ونظري عبرة، وآمر بالفرف)) وقيل: ((بالمعروف)). رواه رزين.
٥٣٥٩ - وعن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد مؤمن يخرج من عينيه دموع وإن كان مثل رأس الذباب من خشية الله، ثم يصيب شيئا من حر وجهه إلا حرمه الله على النار)). رواه ابن ماجه. [٥٣٥٩]
ــ
مثبت. انتهى كلامه. وهو خبر قوله:((أن إسلامنا)) والجملة فاعل ((هل يسرك)) وقوله ((كفافا)) نصب على الحال من الضمير المجرور، أي نجونا منه في حالة كونه لا يفضل علينا شيء منه، أو من الفاعل أي مكفوفا عنا شره. وقوله:((لوددت)) خبر ((لكني)) مع اللام، وهو ضعيف. ويجوز أن يكون ((لوددت)) جواب القسم والقسمية خبر ((لكني)) على التأويل.
الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((أمرني ربي بتسع)) ذكر تسعا وأتى بعشر فالوجه أن يحمل العاشر وهو الأمر بالمعروف على أنه نجمل عقب التفصيل؛ لأن المعروف هو اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه والإحسان إلى الناس، وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات، كأنه قيل: أمرني ربي بأن أتصف بهذه الصفات وآمر غيري بالإتصاف بها. فالواوات كلها عطفت المفرد على المفرد. وفي قوله:((وآمر بالعرف)) عطف المجموع من حيث المعنى على المجموع بحسب اللفظ ونحوه في التفرقة بين الواوين قوله تعالى: {ومَا يَسْتَوِي الأَعْمَى والْبَصِيرُ (١٩) ولا الظُّلُمَاتُ ولا النُّورُ (٢٠) ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ}.
الحديث الخامس عن عبد الله: قوله: ((حر وجهه)) ما أقبل عليك وبدا لك منه، وحر كل أرض ودار، وسطها وأطيبها.