٥٣٦٢ - وعن مرداس الأسلمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يذهب الصالحون، الأول فالأول، وتبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله بالة)). رواه البخاري.
الفصل الثاني
٥٣٦٣ - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مشت أمتي المطيطياء وخدمتهم أبناء الملوك أبناء فارس والروم، سلط الله شرارها على خيارها)). رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب. [٥٣٦٣]
٥٣٦٤ - وعن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((لاتقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم، وتجتلدوا بأسيافكم، ويرث دنياكم شراركم)). رواه الترمذي. [٥٣٦٤]
ــ
الحديث الثالث عن مرداس: قوله: ((الأول فالأول)) الفاء للتعقيب، ولا بد من تقدير، أي الأول منهم فالأول من الباقين منهم، هكذا حتى ينتهي إلى الحفالة، مثله الأفضل فالأفضل. و ((الأول)) بدل من ((الصالحون)). قوله:((حفالة)) ((قض)): الحفالة رذالة الشيء وكذا ((الحثالة))، والفاء والثاء يتعاقبان كثيرا. ((لا يباليهم الله)) أي لا يرفع لهم قدرا ولا يقيم لهم وزنا وأصل باله بالية مثل عافاه الله عافية فحذفوا الياء منها تخفيفا كما حذفوا [من ((لم أبل)) يقال ما باليته وما باليت به أي لم أكترث به انتهى كلامه، والتنكير في حفالة تنكير للتحقير].
الفصل الثاني
الحديث الأول عن ابن عمر رضي الله عنه: قوله: ((المطيطياء)) ((فا)): هي ممدودة ومقصورة بمعنى التمطي، وهو التبختر ومد اليدين، وأصل [التمطي] تمطط تفعل من المط، وهو المد، وهي من المصغرات التي لم يستعمل بها مكبر، نحو كعيب وكميت وكالمريطاء وهي ما بين الصدر إلى العانة. ((قض)): وقياس [بمكبرها] ممدودة مطياء بوزن طرمساء، ومقصورة مطيا بوزن هرندي على أن أصلها مططا على فعلا، فأبدلت الطاء الثالثة ياء.
وهذا الحديث من دلائل نبوته؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أخبر عن الغيب، ووافق الواقع خبره؛ فإنهم لما فتحوا بلاد فارس والروم وأخذوا أموالهم وتجملاتهم وسبوا أولادهم فاستخدموهم، سلط الله قتلة عثمان رضي الله عنه عليه حتى قتلوه، ثم سلط بني أمية على بني هاشم ففعلوا ما فعلوا.
الحديث الثاني عن حذيفة رضي الله عنه: قوله: ((وتجتلدوا)) أي تتضاربوا. ((نه)): في