وكان زعيم القوم أردلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها؛ فارتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء وزلزلة وخسفاً ومسخاً، وقذفاً، وآيات تتابع كنظام قطع سلكه فتتابع)) رواه الترمذي. [٥٤٥٠]
٥٤٥١ - وعن علي [رضي الله عنه]، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء)) وعد هذه الخصال ولم يذكر ((تعلم لغير الدين)) قال: ((وبر صديقه، وجفا أباه)) وقال: ((وشرب الخمر، ولبس الحرير)) رواه الترمذي. [٥٤٥١]
ــ
((والزكاة مغرماً)) أي: يشق عليهم أداؤها حتى يعدوها غرامة.
((وتعلم لغير الدين)): بالألف واللام كذا في ((جامع الترمذي)) و ((جامع الأصول)) وفي نسخ ((المصابيح)) بغير الألف واللام، والأولى أولى رواية ودراية، أي يتعلمون العلم لطلب الجاه والمال، لا للدين ونشر الأحكام بين المسلمين لإظهار دين الله.
وقوله:((وأدنى صديقه وأقصى إباه)) كلاهما قرينة لقوله: ((وأطاع الرجل امرأته وعق أمه)) لكن المذموم في الأولى الجمع بينهما، لأن إدناء الصديق محمود، بخلاف الثانية فإن الإفراد والجمع بينهما مذمومان.
((وأطاع الرجل امرأته)) أي: فيما تهواه وتأمره.
((وعق أمه)) أي: فيما تأمره، فرجح جانب الزوجة لأنها محل الشهوة، على جانب الأم، فإنها مرضاة للرب، وخص الأم بالذكر لزيادة حقها، وتأكد مشقتها في تربيته، فعقوقها أقبح من عقوق الأب.
((وأدنى صديقه)) أي قربه إلى نفسه للمؤانسة والمجالسة.
((وأقصى أباه)) أبعده ولم يصحبه ولم يستأنس به.
وقوله:((ولعن آخر هذه الأمة أولها)): أي: طعن الخلف في السلف وذكروهم بالسوء، ولم يقتدوا بهم في الأعمال الصالحة، فكأنه لعنهم.
الحديث الرابع: عن علي رضي الله عنه: قوله: ((ولم يذكر: تعلم لغير الدين)) هذا كلام