٥٤٨٤ - عن فاطمة بنت قيس في حديث تميم الداري: قالت قال: ((فإذا أنا بامرأة تجر شعرها قال: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة، اذهب إلى ذلك القصر، فأتيته، فإذا رجل يجر شعره، مسلسل في الأغلال، ينزو فيما بين السماء والأرض. فقلت: من أنت؟ قال: أنا الدجال)). رواه أبو داود. [٥٤٨٤]
٥٤٨٥ - وعن عبادة بن الصامت، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا. إن المسيح الدجال قصير، افحج، جعد، أعور، مطموس العين، ليست بناتئة ولا حجراء فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور)) رواه أبو داود. [٥٤٨٥]
ــ
الفصل الثاني
الحديث الأول عن فاطمة رضي الله عنها: قوله: ((فإذا أنا بامرأة)) قال في الحديث السابق: ((فلقيتهم دابة أهلب)) وها هنا: ((فإذا أنا بامرأة)) قيل: يحتمل أن للدجال جساستين: إحداهما الدابة، والثانية امرأة، ويحتمل أن الجساسة كانت شيطانة، تمثلت مرة في صورة دابة، وأخرى في صورة امرأة، وللشيطان التشكل بأي شكل أراد، ويحتمل أن تسمى المرأة دابة مجازا: قال تعالى: {إنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ البُكْمُ}.
قوله:(٠ينزو)) ((نه)): يقال: نزوت على الشيء أنزوا نزوا إذا وثب عليه، وقد يكون في الأجسام والعاني.
الحديث الثاني عن عبادة قوله:((حتى خشيت)) حتى غاية ((حدثتكم)) أي حدثتكم أحاديث شتى حتى خشيت أن يلتبس عليكم الأمر فاقلوا. وقوله:((إن المسيح الدجال)) استئناف وقع تأكيدا لما عسى أن يلتبس عليهم. قوله:((قصير)) وجه الجمع بينه وبين قوله في الحديث السابق: ((أعظم إنسان رأيناه)) أنه لا يبعد أن يكون قصيرا بطينا عظيم الخلقة، ويحتمل أن الله تعالى يغيره عند الخروج.