صلى الله عليه وسلم:((أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدا: عند الميزان حتى يعلم: أيخف ميزانه أم يثقل؟ وعند الكتاب حين يقال {هاؤم اقرؤوا كتابيه}، حتى يعلم: أين يقع كتابه، أفي يمينه أم في شماله؟ أم من وراء ظهره؟ وعند الصراط: إذا وضع بين ظهري جهنم)) رواه أبو داود. [٥٥٦٠]
الفصل الثالث
٥٥٦١ - عن عائشة، قالت: جاء رجل فقعد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن لي مملوكين يكذبونني، ويخونونني، ويعصونني وأشتمهم وأضربهم، فكيف أنا منهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إذا كان يوم القيامة يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك، وعقابك إياهم فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافاً لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنبهم كان فضلًا لك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم، اقتص لهم منك الفضل، فتنحى الرجل وجعل يهتف
ــ
الله الكريم – والمتكلمون من أصحابنا والسلف يقولون: إنه أدق من الشعر وأحد من السيف، وهكذا جاء في رواية أبي سعسد.
قوله: ((أم في شماله أو من وراء ظهره)) وفي جامع الأصول ((أم)) بدل ((أو)) والأول أولى وأوفق للجمع بين معنى الآيتين: {وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه}{وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا}.
الكشاف: قيل: تغل يمينه إلى عنقه وتجعل شماله وراء ظهره ويؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره. وقيل: تخلع يده اليسرى من وراء ظهره.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن عائشة رضي الله عنها: قوله: (٠فكيف أنا منهم؟)) أي: كيف يكون حالي من أجلهم وبسببهم؟
قوله:((يهتف)) ((نه)): هتف يهتف هتفاً، وهتف به هتافاً، إذا صاح به ودعاه.
قوله:((خيراً)) خيراً صفة شيئاً والجار والمجرور هو المفعول الثاني.