٥٦٨٣ - وعن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية:{اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون}. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لو أنَّ قطرةً من الزَّقُّرم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم فكيف بمن يكون طعامه؟!)) رواه الترمذي، وقال هذا حديث حسن صحيح. [٥٦٨٣]
٥٦٨٤ - وعن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{وهم فيها كالحون} قال: ((تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه، وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته)). رواه الترمذي. [٥٦٨٤]
ــ
الحديث الحادي عشر عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((حق تقاته)) أي واجب تقواه وما يحق منها، وهو القيام بالمواجب واجتناب المحارم، أي بالغوا في التقوى حتى لا تتركوا من المستطاع منها شيئًا وهذا معنى قوله:{فاتقوا الله ما استطعتم}.
وقوله:{ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون} تأكيد لهذا المعنى، أي لا تكونن على حال سوى حال الإسلام إذا أدرككم الموت، فمن واظب على هذه الحالة وداوم عليها مات مسلمًا، وسلم في الدنيا من الآفات، وفي الأخرة من العقوبات، ومن تقاعد عنها وقع في العذاب في الآخرة، ومن ثم أتبعه صلى الله عليه وسلم بقوله:((لو أن قطرة من الزقوم ..)) الحديث.
و ((الزقوم)) ما وصفه الله تعالى في كتابه العزيز فقال تعالى: {إنها شجرة تخرج في أصل الحميم طلعها كأنه رءوس الشياطين} وهو فعول من الزقم اللقم الشديد والشرب المفرط.
الحديث الثاني عشر عن أبي سعيد رضي الله عنه:
قوله:((كالحون)) أي: عابسون حين تحترق وجوههم من النار.
قوله:((فتقلص)) على صيغة المضارع، أي تتقلص ومعناه تنقبض.
الحديث الثالث عشر والرابع عشر من أبي الدرداء رضي الله عنه: قوله: ((فيعدل ماهم فيه)) أي مثله ومساويه في الألم.