((فيقولون: ادعوا ربكم، فلا أحدٌ خير من ربكم، فيقولون: ((ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قومًا ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عُدنا فإنا ظالمون)) قال: ((فيجيبُهم: {اخسئوا فيها ولاتكلمون} قال ((فعند ذلك يئسوا من كل خير وعند ذلك بأخذون في الزفير والحسرة والويل)). قال عبد الله بن عبد الرحمن: والناسُ لا يرفعون هذا الحديث. رواه الترمذي. [٥٦٨٦]
٥٦٨٧ - وعن النعمان بن بشير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((أنذرتكم النار، أنذرتكم النار)) فما زال يقولها، حتى لو كان في مقامى هذا سمعه أهل السوق، وحتى سقطت خميصةٌ كانت عليه عند رجليه. رواه الدارمي. [٥٦٨٧]
٥٦٨٨ - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أن رصاصةً مثل هذه - وأشار إلى مثل الجمجمة - أرسلت من السماء إلى الأرض، وهي
ــ
ربك ليقض علينا)) أي سل ربك أن يقضي علينا، وهو من: قضى عليه إذا أماته.
و ((غلبت علينا شقوتنا)) أي ملكتنا، من قولك: غلبني فلان على كذا إذا أخذه منك وامتلكه.
والشقاوة: سوء العاقبة.
واخسئوا فيها: ذلوا وانزجروا كما تنزجر الكلاب إذا زجرت، يقال: خسأ الكلب وخسأ بنفسه.
{ولا تكلمون} في رفع العذاب فإنه لا يرفع ولايخفف.
الحديث الخامس عشر عن النعمان رضي الله عنه: قوله: ((حتى لو كان في مقامي)) في الكلام حذف، أي قال الراوى: لم يزل يقول ويمد بها صوته ويتحرك حتى لو كان في مقامي هذا المكان كان الراوي فيه سمعه أهل السوق وحتى سقطت خميصته.
الحديث السادس عشر عن عبد الله رضي الله عنهما: قوله: ((لو أن رصاصة)) تو: في سائر نسخ المصابيح ((رضراضة)) مكان ((رصاصة)) وهو غلط لم يوجد في جامع الترمذي، ولعل الغلط وقع من غيره، ((والرصاصة)) القطعة من الرصاص.
((وأشار إلى مثل الجمجمة)) تشبيهًا بحجمها وتنبيها على تدور شكلها، بين مدى قعر جهنم بأبلغ ما يمكن من البيان، فإن الرصاص من الجواهر الرزينة، والجوهر كلما كان أتم رزانة كان