ولنا الآخرة. قال الله تعالى: لا أجعلُ من خلقته بيديَّ ونفخت فيه من روحي؛ كمن قلت له: كن فكان)) رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٥٧٣٢]
الفصل الثالث
٥٧٣٣ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن أكرم على الله من بعض ملائكته)) رواه ابن ماجه. [٥٧٣٣]
٥٧٣٤ - وعنه، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: ((خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبثَّ فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق وآخر ساعة من النهار فيما بين العصر إلى الليل)) رواه مسلم.
ــ
قوله:((كمن قلت له: كن)) أي لا يستوي في الكرامة من خلقته بنفسي ولا وكلت خلقه إلى أحد، ((ونفخت فيه من روحي)) وهو آدم وأولاده مع من يكون بمجرد الأمر بقول: كن، وهو الملك، وإضافة الروح إلى نفسه إضافة تشريف كقوله: بيت الله.
قال محيى السنة في تفسير قوله تعالى:{ولقد كرمنا بنى آدم}: الأولى أن يقال: عوام المؤمنين أفضل من عوام الملائكة، وخواص المؤمنين أفضل من خواص الملائكة، قال الله تعالى:{إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} ويستدل به أهل الله في تفضيل الأنبياء على الملائكة.
الحديث الثاني والثالث عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((روايا الأرض)) ((نه)): سمى السحاب روايا البلاد، والروايا من الإبل الحوامل للماء واحدتها راوية، فشبهها بها، وبه سميت المزادة راوية، وقيل: بالعكس.