للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية تدل على أنه أراد: لهبط على علم الله وقدرته وسلطانه، وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان، وهو على العرش، كما وصف نفسه في كتابه. [٥٧٣٥]

٥٧٣٦ - وعنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كان طول آدم ستين ذراعا في سبع أذرع عرضًا)). [٥٧٣٦]

٥٧٣٧ - وعن أبي ذر، قال: قلت: يا رسول الله! أي الأنبياء كان أول؟ قال: ((آدم)). قلت: يا رسول الله! ونبي كان؟ قال: ((نعم نبيٌّ مكلم)). قلتُ: يا رسول الله كم المرسلون؟ قال: ((ثلاثمائة وبضعة عشر جما غفيرا)). [٥٧٣٧]

ــ

المعنى: هو الغالب الذي لا يغلب فيتصرف في المكونات على سبيل الغلبة والاستيلاء إذ ليس فوقه أحد يمنعه.

والباطن: هو الذي لا ملجأ ولا منجي دونه.

والكاف في ((كما)) منصوب على الصدر، أي هو مستو على العرش استواء مثل ما وصف نفسه به في كتابه، وهو مستأثر بعلمه باستوائه عليه، وفي قول الترمذي إشعار إلى أنه لا بد لقوله ((لهبط على الله)) من هذا التأويل المذكور، ولقوله: {على العرش استوى} من تفويض علمه إليه تعالى والإمساك عن تأويله، كما سبق أن بعضًا من خلاف الظاهر يحتاج إلى التأويل ومنها ما لا يجوز الخوض فيه.

الحديث الرابع والخامس عن أبي ذر رضي الله عنه: قوله: ((ونبي كان)) لا بد فيه من تقدير همزة الاستفهام للتقرير لما قال أولا: ((أي الأنبياء؟)) وأجيب بقوله: ((آدم)) أي: أو هو نبي كان؟.

ذكر ((نبي)) بعد قوله: ((نعم)) لينيط به ((مكلم)) أي لم يكن نبيًا فقط بل كان نبيًا مكلما أنزل عليه الصحف.

الكشاف في قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي} هذا دليل بيِّن على تغاير الرسول والنبي، والفرق بينهما أن الرسول من الأنبياء من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه، والنبي غير الرسول من لم ينزل عليه كتاب، وإنما أمر أن يدعو إلى شريعة من قبله.

<<  <  ج: ص:  >  >>