للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبًا به فنعم المجيء جاء, ففتح فلما خلصت فإذا إدريس, فقال: هذا إدريس, فسلم عليه, فسلمت عليه, فردَّ, ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح؛ ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة, فاستفتح, قيل: من هذا. قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد, قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبًا به فنعم المجيء جاء, ففتح, فلما خلصت, فإذا هارون, قال: هذا هارون فسلم عليه, فسلمت عليه، فردَّ, ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح؛ ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة, فاستفتح, قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قال: مرحبًا به فنعم المجيء جاء, فلما خلصتُ فإذا موسى, قال: هذا موسى, فسلم عليه, فسلمت عليه, فردَّ, ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح, فلما جاوزت بكى, قيل: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلامًا بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي, ثم صعد بي إلى السماء السابعة, فاستفتح جبريل, قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد.

ــ

ولم يبلغ سوادهم, ولا يصح أن يحمل إلا على هذا الوجه أو ما يضاهي ذلك, فإن الحسد في ذلك العالم منزوع من عوام المؤمنين فضلا على من اختاره الله لرسالته واصطفاه لمكالمته.

وقوله: ((لأن غلامًا بعث بعدي)) لم يرد بذلك استصغار شأنه, فإن الغلام قد يطلق ويراد به القوي الطري الشباب, والمراد منه استصغار مدته مع استكثار فضائله واستتمام سواد أمته.

قوله: ((فنعم المجيء جاء)) مظ: المخصوص بالمدح محذوف وفيه تقديم وتأخير تقديره: جاء فنعم المجيء مجيئه.

قال المالكي: في قول الملك: ((نعم المجيء جاء)) شاهد على الاستغناء بالصلة عن الموصول والصفة عن الموصوف في باب ((نعم)) لأنها تحتاج إلى فاعل عن المجيء وإلى مخصوص بمعناها, وهو مبتدأ مخبر عنه بنعم وفاعلها, وهو في هذا الكلام وشبهه موصول أو موصوف بجاء, والتقدير: نعم المجيء الذي جاء, أو: نعم المجيء مجيء جاء, وكونه موصولاً أجود لأنه مخبر عنه, وكون المخبر عنه معرفة أولى عن كونه نكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>