٥٩٥٣ - عن عروة بن الزبير أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل خاصمته أروى بنت أوس إلى مروان بن الحكم، وادعت أنه أخذ شيئاً من أرضها، فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئاً بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال: ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أخذ شبراً من الأرض ظلماً طوقه إلى سبع أرضين)) فقال له مروان: لا أسألك بينة بعد هذا. فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فاعلم بصرها واقتلها في أرضها قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها، وبينما هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت. متفق عليه.
وفي رواية لمسلم عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بمعناه، وأنه رآها عمياء تلتمس الجدر، تقول: أصابتني دعوة سعيد، وأنها مرت على بئر في الدار التي خاصمته، فوقعت فيها، فكانت قبرها.
٥٩٥٤ - وعن ابن عمر، أن عمر بعث جيشاً وأمر عليهم رجلاً يدعى سارية، فبينما عمر يخطب، فجعل يصيح: يا ساري! الجبل. فقدم رسول من الجيش. فقال: يا أمير المؤمنين! لقينا عدونا فهزمونا، فإذا بصائح يصيح: يا ساري! الجبل. فأسندنا ظهورنا إلى الجبل، فهزمهم الله تعالى. رواه البيهقي في ((دلائل النبوة)) [٥٩٥٤]
ــ
فأجاب: من كانت له هذه المنزلة والصحبة من النبي صلى الله عليه وسلم كيف لا يسمع ولا يروى عنه؟.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن عروة بن الزبير:
قوله:((أنا كنت آخذ؟)) فيه معنى الإنكار على نفسه، وقوله:((بعد الذي ...)) مقرر لجهة الإنكار على نفسه.
قوله:((سبع أرضين)) بفتح الراء، وإسكانها قليل.
وفي الحديث تصريح بأن الأرض سبع طباق وهو موافق لقوله تعالى: {سبع سموات ومن